بازگشت

ابراهيم بن ابي البلاد الكوفي


و يكني بأبي اسماعيل و أبي يحيي، و ابوالبلاد اسمه يحيي، و كان ثقة من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم و الامام الرضا، و ادرك صحبة الامام الجواد (عليهم السلام).

و قد روي عنهم أحاديث عديدة، و كان له كتاب جمع فيه الأحاديث التي سمعها من الأئمة أو رويت له عنهم.

و نذكر - هنا - بعض أحاديثه المروية عن الامام الجواد (عليه السلام) قال:



[ صفحه 96]



دخلت علي ابي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) فقلت: اني اريد أن الصق بطني ببطنك. فقال: ها هنا يا ابااسماعيل. فكشف عن بطنه، و حسرت عن بطني، و ألزقت بطني ببطنه، ثم أجلسني، و دعا بطبق زبيب، فأكلت، ثم أخذ في الحديث، فشكا الي معدته، و عطشت، فاستقيت ماءا، فقال (عليه السلام): يا جارية اسقيه من نبيذي. [1] .

فجائتني بنبيذ مريس [2] في قدح صفر، فشربته، فوجدته أحلي من العسل فقلت له: هذا الذي أفسد معدتك! فقال لي: هذا تمر من صدقة النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) يوخذ غدوة [3] فيصيب عليه الماء فتمرسه الجارية [4] و أشربه علي أثر الطعام، و سائر نهاري، فاذا كان الليل أخذته الجارية فسقته أهل الدار.

فقلت له: ان أهل الكوفة لا يرضون بهذا، فقال: و ما نبيذهم؟ قلت: يؤخذ التمر فينقي [5] و يلقي عليه القعوة.

قال: و ما القعوة؟

قلت: الدازي. [6] .



[ صفحه 97]



فقال: و ما الدازي؟

قلت: حب يؤتي به من البصرة، فيلقي في هذا النبيذ حتي يغلي و يسكر ثم يشرب.

فقال (عليه السلام): هذا حرام. [7] .

أقول: و يروي هذا الحديث بطريق آخر بتغيير يسير.


پاورقي

[1] النبذ: الطرح، يقال: نبذت التمر، اي: تركت عليه الماء ليصير نبيدا، و قد كان المتعارف ان ينبذ التمر في الماء المالح ليطيب ذلك الماء و يحلو طعمه.

[2] مرس التمر: دلكه في الماء و سحقه حتي تتحلل اجزاؤه، فقوله: «نبيذ مريس» أي: ماء تحلل فيه التمر.

[3] غدوة: صباحا.

[4] اي: تدلكه و تسحقه في الماء.

[5] ينقي: تستخرج منه النواة.

[6] و في نسخة: الداذي.

[7] كتاب الكافي ج 6 ص 416.