بازگشت

محمد بن سنان الزاهري الخزاعي


من ولد عمرو بن الحمق الخزاعي، أصله من البصرة، و سكن بغداد، و اختلفت الأقوال في حقه، و الظاهر أن الرجل يستحق المدح و الثناء و التجليل، و ان الذي يستحق الذم و التضعيف هو رجل آخر اسمه ابن سنان كما حققه في (تنقيح المقال).

أدرك الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام) و هو كثير الرواية عنهم، و قد روي عنه سبعون رجلا من أجلاء الرواية و غيرهم.

و توجد روايات تدل علي جلالة قدره و استقامته في عقيدته، و علمه و ورعه و أنه كان من خواص الثقاة.



[ صفحه 321]



و أما الأحاديث التي رواها عن الامام الجواد (عليه السلام) فنذكر بعضها فيما يلي:

روي الكشي بسنده عن علي بن الحسين داود القمي قال: سمعت اباجعفر الثاني (عليه السلام) يذكر صفوان بن يحيي، و محمد بن سنان بخير، و قال: (رضي الله عنهما، برضاي عنهما، فما خالفاني قط).

و عن محمد بن سنان قال: شكوت الي الرضا (عليه السلام) وجع العين، فأخذ قرطاسا، فكتب الي أبي حعفر (عليه السلام) و هو أول ما بدي [1] و دفع الكتاب الي الخادم، و أمرني أن أذهب معه.

و قال: أكتم. فأتيناه، و خادم يحمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي ابي جعفر (عليه السلام) فجعل ابوجعفر ينظر في الكتاب، و يرفع رأسه الي السماء و يقول: ناج.

ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني، و أبصرت بصرا لا يبصره أحد.

قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلك الله شيخا علي هذه الأمة كما جعل عيسي بن مريم شيخا علي بني اسرائيل. [2] .

قال: فانصرفت و قد امرني الرضا (عليه السلام) ان اكتم، فما زلت صحيح النظر حتي اذعت ما كان من امر ابي جعفر (عليه السلام) فعاودني الوجع.

قال: ثم قلت له: يا شيبه فطرس.



[ صفحه 322]



قال - محمد بن مرزبان - فقلت - لمحمد بن سنان -: ما عنيت بقولك: يا شيبه فطرس؟

قال: فقال: ان الله تعالي غضب علي ملك من الملائكة يدعي (فطرس) فدق جناحه، و رمي به في جزيرة من الجزائر البحر. فلما ولد الحسين (صلوات الله عليه) بعث الله عزوجل جبرئيل الي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) ليهنئه بولادة الحسين (عليه السلام)

و كان جبرئيل صديقا لفطرس، فمر به و هو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين (عليه السلام) و ما أمر الله به [من التهنئة].

و قال - جبرئيل - له: هل لك أن أحملك علي جناح من أجنحتي. و أمضي بك الي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) يشفع لك؟

قال له فطرس: نعم.

فحمله علي جناح من أجنحته حتي أتي به محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فبلغه تهنئة ربه تعالي ثم حدثه بقصة فطرس. فقال محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) لفطرس: امسح جناحك علي مهد الحسين، و تمسح به.

فخبر الله جناحه، و رده الي منزلته مع الملائكة.

و روي الكشي حديثا قريبا من هذا الحديث يدل علي أن الامام الرضا (عليه السلام) كتب ذلك الكتاب و هو في مكة الي الامام الجواد (عليه السلام) و هو في المدينة.


پاورقي

[1] أي في اوائل طفولته.

[2] معني «الشيخ» - هنا -: من هو بمكانة من العلم او الفضل او الرئاسة. كما في (المعجم الوسيط).