بازگشت

محمد بن الريان بن الصلت الأشعري القمي


هو من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) ولكن الشيخ الكليني يروي - في الكافي - روايتين عن محمد بن الريان - من دون ذكر لقبه - عن الامام الجواد (عليه السلام) و لم يظهر لي المقصود من هذا الاسم.

و اليك الروايتين:

1- في الكافي بسنده عن محمد بن الريان قال:

احتال المأمون علي أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة، فلم يمكنه في شي ء، فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته [1] دفع الي [2] مائتي وصيفة أجمل ما يكن، الي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر، يستقبلن أباجعفر (عليه السلام) اذا قعد في موضع الأخيار [3] .

فلم يلتفت (عليه السلام) اليهن، و كان رجل يقال له: مخارق، صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون فقال: يا اميرالمؤمنين ان كان في شي ء في أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي ابي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني، فلما فعل ساعة و اذا أبوجعفر لا يلتفت يمينا و لا شمالا.

ثم رفع [الامام] اليه رأسه، و قال: اتق الله يا ذا العثنون!

قال: فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيديه الي أن مات. قال: فسأله المأمون عن حاله؟ لما صاح بي أبوجعفر فزعت



[ صفحه 318]



فزعة لأأفيق منها ابدا. [4] .

اقول: انظر الي المأمون كيف يقوم بمحاولات عديدة لتشويه سمعة الامام الجواد (عليه السلام) و سقوطه عن أعين الناس؟!

انني لا أتعجب من المأمون فهو شيطان يريد أن يحقق اهدافه الدنيئة ولكنني اتعجب ممن يعتبره من الشيعة، و يطوقه بهالة من القداسة و النزاهة.

2- و في الكافي ايضا بسنده عن محمد بن الريان قال:

كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام):

(رجل يقضي شيئا من صلاته الخمسين في المسجد الحرام أو في مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أو في مسجد الكوفة، أتحسب له الركعة علي تضاعف ما جاء عن آبائك (عليهم السلام) في هذه المساجد، حتي يجزأه اذا كانت عليه عشرة آلاف ركعة أن يصلي مائة ركعة؟ أو أقل أو أكثر؟ و كيف يكون حاله؟

فوقع (عليه السلام): «يحسب له بالضعف، فأما أن يكون تقصيرا من الصلاة بحالها فلا يفعل، هو الي الزيادة أقرب منه الي النقصان» [5] .

توضيح الحديث: قد وردت احاديث في فضل هذه المساجد المذكورة، و أن كل ركعة من الصلاة - في احد هذه المساجد - تعادل ألوفا من الركعات في الثواب. و هذا الرجل سأل من الامام الجواد (عليه السلام) ان الذي عليه قضاء الف ركعة لو صلي في مسجد - تعادل كل



[ صفحه 319]



ركعة فيه مائة ركعة - عشر ركعات، هل يجزيه ذلك؟

فأجابه الامام (عليه السلام) بأن الثواب يتضاعف فقط، و عليه ان يقضي ما فاته من الصلاة.


پاورقي

[1] اي اراد المأمون ان يزف ابنته الي الامام الجواد (عليه السلام).

[2] لعل الصحيح: دفع الي.

[3] و في نسخة: في موضع الاختان.

[4] الكافي ج 1 ص 494.

[5] الكافي ج 3 ص 455.