بازگشت

علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين


هو ابن الامام الصادق، و أخو الامام الكاظم، و عم الامام الرضا، و عم أبي الامام الجواد (عليهم السلام) و قيل: انه ادرك الامام الهادي (عليه السلام) ايضا.

أدرك أربعة أو خمسة من الأئمة (عليهم السلام) و تجاوز عمره المائة سنة. سكن العريض [1] و دفن فيه، و لهذا لقب بالعريضي - و هكذا اولاده - و قيل: مات في مدينة قم - ايران - و دفن فيها. ولكنه غير ثابت.

و كان ثقة، جليل القدر، حسن العقيدة، خاضعا للحق، مخالفا لهواه، يحمل نفسية طيبة، بعيدا عن الكبرياء و التجبر شديد الورع، كثير الفضل، و بهذه الأحاديث يظهر ما نقول:

روي الكشي بسنده عن علي بن جعفر قال:

قال رجل - أحسبه من الواقفة (أي الواقفية) -: ما فعل أخوك ابوالحسن



[ صفحه 250]



(أي موسي بن جعفر)؟

قلت: قد مات.

قال: و ما يدريك بذاك؟ (أي كيف ثبت موته عندك؟)

قلت: اقتسمت أمواله، و أنكحت نساؤه، و نطق الناطق من بعده (أي قام الامام الذي بعده).

قال: و من الناطق بعده؟

قلت: ابنه علي (أي الامام الرضا)

قال: فما فعل؟

قلت له: مات.

قال: و ما يدريك انه مات؟

قلت: قسمت أمواله: و نكحت نساؤه، و نطق الناطق من بعده.

قال: و من الناطق من بعده؟

قلت: ابوجعفر [اي الجواد] ابنه.

فقال لي: أنت في سنك و قدرك، و ابن جعفر بن محمد، تقول هذا القول في هذا الغلام؟!

قلت: ما اراك الا شيطانا!!

ثم أخذ بلحيته فرفعها الي السماء ثم قال: فما حيلتي ان كان الله رآه - أي الامام الجواد - أهلا لهذا، و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا).

و بسنده عن الحسين بن موسي بن جعفر (عليهماالسلام) قال:



[ صفحه 251]



كنت عند ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة جالس، فقال الأعرابي: من هذا الفتي؟ و أشار الي أبي جعفر (عليه السلام).

قلت: هذا وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

فقال: سبحان الله! رسول الله قد مات منذ مائتي سنة و كذا و كذا سنة، و هذا حدث، كيف يكون هذا؟

قلت: هذا وصي علي بن موسي بن جعفر (عليه السلام) و موسي وصي جعفر بن محمد، و جعفر وصي محمد بن علي، و محمد وصي علي بن الحسين، و علي بن الحسين وصي الحسين، و الحسين وصي علي بن ابي طالب (عليه السلام) [2] و علي بن ابي طالب وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

قال - الحسين بن موسي -: و دني الطبيب ليقطع له العرق [3] فقام علي بن جعفر فقال: يا سيدي يبدؤ بي، ليكون حدة الحديد في قبلك.

قلت: يهنؤك. هذا عم ابيه.

فقطع له العرق.

ثم اراد ابوجعفر (عليه السلام) النهوض، فقام علي بن جعفر فسوي له نعليه حتي يلبسهما).



[ صفحه 252]



و في الكافي بسنده عن محمد بن الحسن بن عمار قال:

كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني اباالحسن (الكاظم) عليه السلام - اذ دخل عليه أبوجعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) المسجد - مسجد الرسول - (صلي الله عليه و آله و سلم) فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبل يده و عظمه.

فقال له ابوجعفر (عليه السلام): يا عم اجلس، رحمك الله.

فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم؟

فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه (أي الي مكانه الذي كان جالسا فيه) جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟

فقال: أسكتوا، اذا كان الله - عزوجل - (و قبض علي لحيته) لم يؤهل هذه الشيبة، و أهل هذا الفتي، و وضعه حيث وضعه انكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون.

بل أنا له عبد!! [4] .

أقول: و روي علي بن جعفر أحاديث كثيرة عن أبيه و اخيه و ابن اخيه و الامام الجواد (عليهم السلام) و منها حديث القافة، و لا داعي لذكره.


پاورقي

[1] العريض: من نواحي المدينة المنورة.

[2] هكذا وجدنا الحديث، و لعل الصحيح: ان الامام الحسين (عليه السلام) وصي الامام الحسن (عليه السلام) و الامام الحسن وصي الامام علي (عليه السلام) و يمكن ان نقول: ان كلا من الامام الحسن و الامام الحسين كان وصيا للامام علي بن ابي طالب، فعلي هذا، يصح ان يقال: ان الامام الحسين وصي الامام علي. كما في هذا الحديث.

[3] أي: ليفصد الامام الجواد.

[4] الكافي ج 1 ص 322.