علي بن اسباط الكندي الكوفي
كان فطحيا [1] معاصرا للامام الرضا (عليه السلام) ثم اهتدي علي يد الامام الجواد (عليه السلام) و كان ثقة و أصدق لهجة، يعتمد علي روايته.
في الكافي بسنده عن علي بن اسباط قال:
رأيت اباجعفر - الجواد - (عليه السلام) و قد خرج علي، فأخذت النظر اليه [2] و جعلت انظر الي رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر
فبينما أنا كذلك حتي قعد و قال: يا علي: ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال: «و آتيناه الحكم صبيا» [3] و «لما بلغ أشده» [4] و «و بلغ اربعين سنة» [5] فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن اربعين سنة.
و يروي هذا الحديث عن علي بن اسباط بأدني تغيير كما في تفسير القمي في تفسير قوله تعالي: «قل هذه سبيلي أدعوا الي الله» عن علي بن أسباط قال: قلت - لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) -: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك. قال: و ما ينكرون علي من ذلك؟ فوالله لقد
[ صفحه 246]
قال الله لنبيه (صلي الله عليه و آله و سلم): «قل هذه سبيلي أدعوا الي الله علي بصيرة انا و من اتبعني» فما تبعه غير علي (عليه السلام) و كان ابن تسع سنين، و انا ابن تسع سنين.
و في الكافي ايضا عن علي بن مهزيار قال:
كتب علي بن اسباط الي أبي جعفر - الجواد - (عليه السلام) في أمر بناته، و أنه لا يجد أحدا مثله. فكتب اليه ابوجعفر (عليه السلام):
«فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، و أنك لا تجد أحدا مثلك، فلا تنظر في ذلك - رحمك الله - فان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، الا تفعلوه تكن فنتة في الأرض و فساد كبير. [6] .
توضيح الحديث: ان علي بن اسباط كانت له بنات قد ادركن سن الزواج، ولكنه كان يود ان يزوجهن ممن هو مثله في المعرفة و كمال التشيع، و لهذا كان يؤخر تزويجهن، فنهاه الامام الجواد (عليه السلام) عن ذلك بقوله: «فلا تنظر في ذلك» أي: لا تبحث عمن هو مثلك في الصدق و الوثاقة و كمال التشيع، بل زوجهن ممن ترضي خلقه و دينه، فاذا كان الخاطب حسن الخلق و معتقدا بالمذهب الحق، ففيه الكفاية.
و ليس معني ذلك أن يزوج بناته من غير الشيعة، لأن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه...» و من الواضح ان غير مذهب اهل البيت ليس علي الحق و لا مرضيا عند الله و رسوله.
[ صفحه 247]
روي الصدوق في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن علي بن اسباط قال: سألت أباجعفر [الجواد] (عليه السلام): «ما لمن زار والدك (عليه السلام) بخراسان».
قال: «الجنة والله، الجنة والله». [7] .
پاورقي
[1] الفطحي: هو الذي يقول بامامة الامام الصادق (عليه السلام) و من بعده بامامة ابنه عبدالله الأفطح، لا الامام موسي بن جعفر (عليه السلام).
[2] لعل الصحيح قوله: فأحدث النظر اليه.
[3] سورة مريم / 13.
[4] سورة يوسف / 22.
[5] سورة الأحقاف / 15.
[6] الكافي ج 5 ص 347.
[7] العيون ج 2 باب 66 حديث 13.