بازگشت

دعاؤه في الاحتراز (1)


عن أبي نصر الهمداني، قال: حدثني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي ابن جعفر، عمة أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام، قالت:

لما مات محمد بن علي الرضا عليهم السلام أتيت زوجته ام عيسي بنت المأمون، فعزيتها، فوجدتها شديدة الحزن و الجزع عليه، تقتل نفسها بالبكاء و العويل، فخفت عليها أن تتصدع مرارتها، فبينما نحن في حديثه و كرمه و وصف خلقه



[ صفحه 348]



و ما أعطاه الله تعالي من الشرف و الاخلاص و منحه [1] من العز و الكرامة، اذ قالت أم عيسي: ألا اخبرك عنه بشي ء عجيب و أمر جليل فوق الوصف و المقدار، قلت: و ما ذاك؟ - الي ان ذكر دخول المأمون في ليلة علي الامام في حديث طويل و ضربه بالسيف حتي قطعه ثم وجد الامام صباحاً سالماً من الآفات، و امر بعد ذلك الهاشميين أن يدخلوا عليه بالسلام و يسلموا عليه، الي ان قال الامام للمأمون: -

احب لك أن لا تخرج بالليل، فاني لا آمن عليك هذا الخلق المنكوس، و عندي عقد تحصن به نفسك و تحترز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات، كنا أنقذني الله منك البارحة، و لو لقيت به جيوش الروم و الترك و اجتمع عليك و علي غلبتك أهل الأرض جميعاً ما تهيأ لهم منك شي ء باذن الله الجبار - الي ان قال: -

ثم كتب بخطه هذا العقد، ثم قال: يا ياسر! احمل هذا الي اميرالمؤمنين و قل له حتي يصاغ له قصبة من فضة منقوش عليها ما أذكره بعده، فاذا أراد شده علي عضده فليشده علي عضده الأيمن و ليتوضأ وضوء حسناً سابغاً، و ليصل أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، و سبع مرات آيةالكرسي [2] ، و سبع مرات «و الشمس و ضحيها»، و سبع مرات «و الليل اذا يغشي»، و سبع مرات «قل هو الله احد».



[ صفحه 349]



فاذا فرغ منها فليشده علي عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب، يسلم بحول الله و قوته من كل شي ء يخافه و يحذره، و ينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، الحرز:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، اياك نعبد و اياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين.

الم تر ان الله سخر لكم [3] ما في الأرض و الفلك تجري في البحر بامره، و يمسك السماء ان تقع علي الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم، اللهم انت الواحد الملك، الديان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة و تعطي من تشاء بلا من، و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، و تداول الأيام بين الناس و تركبهم طبقاً عن طبق.

اسألك باسمك المكتوب علي سرادق المجد، و اسألك باسمك المكتوب علي سرادق السرائر، السابق الفائق الحسن الجميل النضير، رب الملائكة الثمانية و العرش الذي لا يتحرك، و اسألك بالعين التي لا تنام، و بالحياة التي لا تموت، و بنور وجهك الذي لا يطفأ، و بالاسم الأكبر الأكبر الاكبر، و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم، الذي هو محيط بملكوت السماوات و الأرض، و بالاسم الذي اشرقت به الشمس و اضاء به القمر، و سجرت به البحور، و نصبت به الجبال.



[ صفحه 350]



و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي، و باسمك المكتوب علي سرادق العرش، و باسمك المكتوب علي سرادق العزة، و باسمك المكتوب علي سرادق العظمة، و باسمك المكتوب علي سرادق البهاء، و باسمك المكتوب علي سرادق القدرة، و باسمك العزيز، و باسماءك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك، و اسألك من خيرك خيراً مما ارجو، و اعوذ بعزتك و قدرتك من شر ما اخاف و احذر و ما لا احذر.

يا صاحب محمد يوم حنين، و يا صاحب علي يوم صفين، انت يا رب مبير الجبارين و قاصم المتكبرين، اسألك بحق طه، و يس و القران العظيم و الفرقان الحكيم، ان تصلي علي محمد و ال محمد و ان تشد به عضد صاحب هذا العقد، و ادرأ بك في نحر كل جبار عنيد و كل شيطان مريد، و عدو شديد، و عدو منكر [4] الأخلاق، و اجعله ممن اسلم اليك نفسه، و فوض اليك امره، و الجأ اليك ظهره.

اللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها، و انت اعرف بحقها مني، و اسألك يا ذا المن العظيم و الجود الكريم، ولي الدعوات المستجابات و الكلمات التامات و الأسماء النافذات، و اسألك يا نور النهار و يا نور الليل و يا نور السماء و الأرض، و نور النور و نوراً يضي ء به كل نور، يا عالم الخفيات كلها في البر و البحر و الأرض و السماء و الجبال.



[ صفحه 351]



و اسألك يا من لا يفني و لا يبيد و لا يزول، و لا له شي ء موصوف و لا اليه حد منسوب و لا معه اله سواه، و لا له في ملكه شريك، و لا تضاف العزة الا اليه، لم يزل بالعلوم عالماً، و علي العلوم واقفاً، و للأمور ناظماً، و بالكينونية عالماً، و للتدبير محكماً، و بالخلق بصيراً، و بالامور خبيراً.

انت الذي خشعت لك الأصوات، و ضلت فيك الاوهام، و ضاقت دونك الأسباب، و ملأ كل شي ء نورك، و وجل كل شي ء منك، و هرب كل شي ء اليك، و توكل كل شي ء عليك، و انت الرفيع في جلالك، و انت البهي في جمالك، و انت العظيم في قدرتك، و انت الذي لا يدركك شي ء، و انت العلي الكبير العظيم، مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرج الكربات، ولي النعمات.

يا من هو في علوه دان، و في دنوه عال، و في اشراقه منير، و في سلطانه قوي، و في ملكه عزيز، صل علي محمد و ال محمد و احرس صاحب هذا العقد و هذا الحرز و هذا الكتاب، بعينك التي لا تنام، و اكنفه بركنك الذي لا يرام، و ارحمه بقدرتك عليه، فانه مرزوقك.

بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله و بالله، الذي لا صاحبة له و لا ولد، بسم الله قوي الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء الله كان و ما لم يشاء لم يكن، اشهد ان نوحاً رسول الله، و ان ابراهيم خليل الله، و ان موسي كليم الله و نجيه، و ان عيسي بن مريم كلمته و روحه، و ان محمداً صلوات الله عليه و عليهم اجمعين، خاتم النبيين لا نبي بعده.



[ صفحه 352]



و اسألك بحق الساعة التي يؤتي فيها بابليس اللعين في يوم القيامة، و يقول اللعين تلك الساعة: و الله ما انا الا مهيج مردة، الله نور السماوات و الأرض، و هو القاهر و هو الغالب، له القدرة السابغة، و هو الحكيم الخبير.

اللهم و اسألك بحق هذه الأسماء كلها و صفاتها و صورها، و هي:

مارا لا تأخذه.

سبحان الذي خلق العرش و الكرسي و استوي عليه، اسألك ان تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء و محذور، فهو عبدك و ابن عبدك و ابن امتك، و انت مولاه.



[ صفحه 353]



فقه اللهم يا رب الأسواء كلها، و اقمع عنه ابصار الظالمين و السنة المعاندين و المريدين له السوء و الضر، و ادفع عنه كل محذور و مخوف، و اي عبد من عبيدك، او امة من امائك، او سلطان مارد، او شيطان او شيطانة، او جني او جنية، او غول او غولة، اراد صاحب كتابي بظلم او ضر او مكر [5] ، او كيد او خديعة، او نكاية [6] او سعاية [7] ، او غرق او اصطلام [8] ، او عطب [9] او مغالبة، او غدر او قهر، او هتك ستر او اقتدار، او افة او عاهة، او قتل او حرق، او انتقام او قطع، او سحر او مسخ، او مرض او سقم، او برص او جذام، او بؤس او فاقة، او سغب [10] او عطش او وسوسة، او نقص في دين او معيشة، فاكفنيه بما شئت و كيف شئت و اني شئت انك علي كل شي ء قدير، و صلي الله علي سيدنا محمد و اله اجمعين و سلم تسليماً كثيراً، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و الحمدلله رب العالمين.

فأما ما ينقش علي هذه القصبة من فضة غير مغشوشة:

يا مشهوراً في السماوات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الدنيا و الاخرة، جهدت الجبابرة و الملوك علي اطفاء نورك و اخماد ذكرك، فابي الله الا



[ صفحه 354]



ان يتم نورك [11] و يبوح [12] بذكرك و لو كره المشركون.


پاورقي

[1] منحه اي اعطاه.

[2] زيادة: و سبع مرات «شهد الله - الي - العزيز الحكيم» (خ ل).

[3] زيادة: ما في السماوات (خ ل).

[4] قد نكره فتنكر: اي غيره فتغير.

[5] زيادة: او مكروه (خ ل).

[6] نكيت في العدو نكاية اذا قتلت فيهم و جرحت.

[7] زيادة: او فساد (خ ل).

[8] الاصطلام: الاستيصال.

[9] العطب: الهلاك.

[10] السغب: الجوع.

[11] و ابيت الا ان يتم نورك (خ ل).

قال السيد بن طاووس قدس سره: و أما قوله: «فأبي الله الا ان يتم نورك»، لعله يعني نورك أيها الاسم الأعظم المكتوب في هذا الحرز بصورة الطلسم، و وجدت في الجزء الثالث من كتاب الواحدة: ان المراد بقوله: يا مشهوراً في السماوات - الي آخره، هو مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

[12] باح السر: اظهره.