بازگشت

الولادة الميمونة..


في ذاك البيت الذي ملؤه العزة و الاباء.. و الشوق للأبناء.. في بيت الامام علي بن موسي الرضا (عليهماالسلام) الذي انتظر هذا المولود المبارك خمس و خمسون سنة من عمره الشريف، كانت ولادة هذا النجم اللامع.. في مدينة الرسول المنورة عاصمة الاسلام الأولي.. برق نور محياه الساطع..

و اختلف الرواة و المؤرخون في التوقيت و الزمن.

فمنهم من قال: ان ولادته (عليه السلام) كانت في ليلة الجمعة 17 / رمضان المبارك / 195 للهجرة المباركة.

و منهم من قال: بأن ولادته (عليه السلام) كانت في يوم الجمعة 10 أو 15 / من شهر أميرالمؤمنين (عليه السلام) رجب المرجب من نفس العام 195 ه و الملاحظ أن الاختلاف بسيط حوالي شهرين فقط.

تلقي الامام الرضا (عليه السلام) وليده المبارك و هو يعلم ما شأنه و مكانته عندالله.. و عنده، فهو الخليفة و الوصي و امام الأئمة من بعده..

فتلقاه بيديه المباركتين فأذن في أذنه اليمني و أقام في اليسري و أعاذه بالمعوذتين من الشيطان اللعين الرجيم.. و عظمه بالصمدية الشريفة.. و راح ينظر اليه بحب وود و أخلاق



[ صفحه ف]



الأنبياء.. و كأنه يقرأ الغيب و يقول: ماذا سيحل بك يا بني.. و ما أعظم مهمتك..

فقد كان الامام محمد الجواد (عليه السلام) نحيل الجسم، قوي العصب.. و أثر الوراثة من أمه (خيزران) واضح عليه.. لأنه كان أسمر شديد السمرة.. آدم.

الا أنه (عليه السلام) كان طلق المحيا.. باسم الثغر، نور النبوة و الولاية يلمع بين عينيه، و سيماء الرسالة تنبي ء عنه أنه من أولاد الأنبياء..

فما من أحد رآه الا أجله و عظمه، كائنا من كان، لأن هيبته من الله عزوجل و ليس من موقع سياسي أو اجتماعي أو غير ذلك.. فان العزيز من اعتز بالله فأعزه الله و الجليل من كان جلاله من ذي الجلال و الاكرام و الفضل و الانعام تبارك الله..

و هكذا راح ينمو الامام محمد الجواد (عليه السلام) و تحوطه رعايتان..

رعاية ربانية و فيوض رحمانية.. لأن الله سيوكل اليه دورا عما قريب و ما زال حدث السن طري الزند.. و أي دور أعظم من قيادة الأمة الاسلامية كلها الي النور فيكون اماما مفترض الطاعة..

و رعاية بشرية امامية أبوية.. و هي رعاية الوالد العظيم الامام علي بن موسي الرضا (عليهم السلام) و أكرم به و أنعم.. من أب و معلم لهذا الفتي المبارك..

و في ظل تلك الرعاية المكثفة درج الامام الجواد (عليه السلام) فملائكة الرحمن تحفظه من كل سوء و ترعاه من كل نائبة.. و أبوه الامام الرضا (عليه السلام) يعلمه كل فضيلة، و يلقنه كل علم يحتاجه.. أو تحتاجه الأمة الاسلامية.. و يؤدبه بآداب جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه.. و ذلك لأنه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)..

و هكذا حتي صار في الخامسة من عمره الشريف..