بازگشت

جامع الكلمة


أن تجمع شيئا يعني أن تضمه و تؤلف فيما بين أجزائه، و تقرب بعضها الي بعض.. و ربما تضعها في المكان المناسب و اللائق لها..

فالذي يجمع الجواهر و الدرر لابد أن يكون أو يصبح صائغا للجواهر..

و الذي يجمع المال و توابعه لابد أن يصبح ثريا و غنيا بأعين الناس..

و الذي يجمع الورود و الزهور لابد من أن يكون عاشقا أو فنانا مبدعا..

و هكذا.. ولكن لكل من هذه الأنواع و الأصناف لذاتها التي يعرفها المختصون.. و كذلك لها منغصاتها.. من تعب و نصب و شوك و لسع.. كما قيل قديما: (من يجني العسل.. فلابد من أن يتحمل لسع النحل).

أما الذي يجمع الكلام.. و يؤلف (موسوعة الكلمة) فلابد من أن يكون جامعا للكثير من أطراف العلم، و الأدب، و اللغة، و التاريخ، و الفقه، و التفسير و.. و الا فانه لن يستطيع أن يجمع هذه الكلمات المباركة و ينسقها هذا التنسيق البديع..



[ صفحه ج]



و جامع الكلمة يجب أن يكون متكلما.. و خطيبا بارعا، و أديبا لامعا، و أجمل ان كان شاعرا ثائرا علي رواسب التخلف و الظلم و العنجهية الجاهلية..

و كل هذا - و أكثر - و فره الباري عزوجل بذاك العالم الفذ.. و الأديب الكبير سماحة الامام الشهيد حسن الشيرازي (رحمه الله) و هو أرحم الراحمين.

ذاك العلامة الكبير الذي قضي عمره الشريف كله في العلم و مباحثة العلماء و تعليم من يطلب العلم.. و الجهاد متنقلا بين العراق و سورية و لبنان.. و كذلك بعض البلدان الافريقية و الآسيوية الأخري..

ولد الشهيد في جوار جده أميرالمؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف عام 1354 ه

والده المرجع الديني الكبير آيةالله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس الله روحه).

كان الوكيل الأول لأخيه الأكبر سماحة المرجع الديني الأعلي آيةالله العظمي السيد محمد الشيرازي (دام ظله) أينما و كيفما تحرك.. و محط ثقته المطلقة - و هو أهل للثقة - رحمه الله..

و قد تسأل: ما هي الصعوبات التي اعترضت السيد حسن الشيرازي عندما جمع الكلمة؟

أقول لك: بأنه تعرض لكل أنواع الصعوبات و القهر و التعذيب النفسي و الجسدي داخل السجن و خارجه.. في العراق و غير العراق.. الي أن قضي نحبه برصاص الغدر البغيض علي تراب لبنان بتاريخ: 16 / 6 / 1400 للهجرة المباركة.

و هكذا كان سماحة السيد.. عملاقا عظيما.. و فكرا موسوعيا.. جمع (موسوعة الكلمة) و غيرها من المؤلفات الكثيرة..

فأجره و ثوابه علي مولاه لا شك أنه كبير.. و لهذا صار شهيدا..

فعليه الرحمة و الرضوان.. و علي قاتليه الخزي و العار و لعنة الديان..



[ صفحه د]