بازگشت

مع اشباه الأحبار و الرهبان


روضة الكافي 55-52 ح 16: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، و الحسين بن محمد الأشعري، عن احمد بن محمد بن عبدالله، عن يزيد بن عبدالله، عمن حدثه قال: كتب ابوجعفر عليه السلام الي سعد الخير:....

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فاني اوصيك بتقوي الله فان فيها السلامة من التلف، و الغنيمة في المنقلب، ان الله عزوجل يقي بالتقوي عن العبد ما عزب عنه عقله و يجلي بالتقوي عنه عماه و جهله و بالتقوي نجي نوح و من معه



[ صفحه 117]



في السفينة و صالح و من معه من الصاعقة و بالتقوي فاز الصابرون و نجت تلك العصب من المهالك و لهم اخوان علي تلك الطريقة، يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الايراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات، حمدوا ربهم علي ما رزقهم، و هو أهل الحمد و ذموا أنفسهم علي ما فرطوا و هم أهل الذم، و علموا ان الله تبارك و تعالي الحليم العليم انما غضبه علي من لم يقبل منه رضاه، و انما يمنع من لم يقبل منه عطاه، و انما يضل من لم يقبل منه هداه، ثم امكن اهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات، دعا عباده في الكتاب الي ذلك بصوت رفيع لم ينقطع و لم يمنع دعاء عباده، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله، و كتب علي نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا و عدلا، فليس يبتدء العباد بالغضب قبل ان يغضبوه، و ذلك من علم اليقين و علم التقوي، و كل امة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه و ولاهم عدوهم حين تولوه.

و كان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه و حرفوا حدوده، فهم يروونه و لا يرعونه، و الجهال يعجبهم حفظهم للرواية، و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية، و كان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لا يعلمون فأوردوهم الهوي، و اصدروهم الي الردي، و غيروا عري الدين، ثم ورثوه في السفه و الصبا فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك و تعالي و عليه يردون، فبئس للظالمين بدلا ولاية الناس بعد ولاية الله و ثواب الناس بعد ثواب الله و رضا الناس بعد رضا الله، فأصبحت الأمة كذلك و فيهم المجتهدون في العبادة علي تلك الضلالة، معجبون مفتونون فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدي بهم...

فاعرف اشباه الأحبار و الرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين، ثم اعرف اشباههم من هذه الأمة الذين اقاموا حروف الكتاب و حرفوا حدوده فهم مع السادة و الكبرة فاذا تفرقت قادة الأهواء



[ صفحه 118]



كانوا مع اكثرهم دنيا و ذلك مبلغهم من العلم لا يزالون كذلك في طبع و طمع، و لا يزال يسمع صوت ابليس علي السنتهم بباطل كثير، يصبر منهم العلماء علي الاذي و التعنيف، و يعيبون علي العلماء بالتكليف و العلماء في أنفسهم خانة ان كتموا النصيحة، ان رأوا تائها ضالا لا يهدونه، أو ميتا لا يحيونه، فبئس ما يصنعون لأن الله تبارك و تعالي أخذ عليهم الميثاق في الكتاب ان يأمروا بالمعروف و بما امروا به و ان ينهوا عما نهوا عنه، و ان يتعاونوا علي البر و التقوي و لا يتعاونوا علي الاثم و العدوان، فالعلماء من الجهال في جهد و جهاد، ان وعظت قالوا:

طغت، و ان عملوا الحق الذي تركوا قالوا: خالفت، و ان اعتزلوهم قالوا: فارقت، و ان قالوا: هاتوا برهانكم علي ما تحدثون قالوا: نافقت، و ان اطاعوهم قالوا: عصت الله عزوجل فهلك جهال فيما لا يعلمون اميون فيما يتلون، يصدقون بالكتاب عند التعريف و يكذبون به عند التحريف فلا ينكرون.

اولئك اشباه الاحبار و الرهبان، قادة في الهوي، سادة في الردي و آخرون منهم جلوس بين الضلالة و الهدي لا يعرفون احدي الطائفتين من الاخري، يقولون ما كان الناس يعرفون هذا، و لا يدرون ما هو و صدقوا تركهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي البيضاء [1] ليلها من نهارها لم يظهر فيهم بدعة و لم يبدل فيهم سنة لا خلاف عندهم و لا اختلاف، فلما غشي الناس ظلمة خطاياهم، صاروا امامين داع الي الله تبارك و تعالي وداع الي النار، فعند ذلك نطق الشيطان فعلاصوته علي لسان اوليائه و كثر خيله و رجله و شارك في المال و الولد من اشركه، فعمل بالبدعة، و ترك الكتاب و السنة، و نطق اولياء الله بالحجة و اخذوا بالكتاب و الحكمة فتفرق من ذلك اليوم اهل الحق و اهل الباطل و تخاذل و تهاون اهل الهدي



[ صفحه 119]



و تعاون اهل الضلالة حتي كانت الجماعة مع فلان و اشباهه، فاعرف هذا الصنف و صنف آخر فابصرهم رأي العين نجباء و الزمهم حتي ترد اهلك، فان الخاسرين الذين خسروا انفسهم و أهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين.

الي هاهنا رواية الحسين.

و في رواية محمد بن يحيي زيادة:

(لهم علم بالطريق فان كان دونهم بلاء فلا تنظر اليه فان دونهم عسف من أهل العسف و خسف و دونهم بلايا تنقضي ثم تصير الي رخاء ثم اعلم ان اخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض و لولا ان تذهب بك الظنون عني لجليت لك عن اشياء من الحق غطيتها و لنشرت لك اشياء الي الحق كتمتها، ولكني اتقيك و استبقيك، و ليس الحليم الذي لا يتقي احدا في مكان التقوي، و الحلم لباس العالم فلا تعرين منه والسلام).



[ صفحه 123]




پاورقي

[1] يعني الشريعة، الواضح مجهولها عن معلومها و عالمها عن جاهلها.