بازگشت

تكلمه في صغره


51 -51- قال ابن شهر آشوب:

كان عليه السلام شديد الأدمة، فشك فيه المرتابون و هو بمكة، فعرضوه علي القافة، فلما نظروا اليه خروا لوجوههم سجدا، ثم قاموا فقالوا: يا ويحكم أمثل هذا الكوكب الدري و النور الزاهر تعرضون علي مثلنا، و هذا و الله الحسب الزكي و النسب المهذب الطاهر ولدته النجوم الزواهر و الأرحام الطواهر، و الله ما هو الا من ذرية النبي و أميرالمؤمنين، و هو في ذلك الوقت ابن خمس و عشرين شهرا، فنطق بلسان أرهف من السيف، و أفصح من الفصاحة يقول:

الحمدلله الذي خلقنا من نوره، و اصطفانا من بريته، و جعلنا أمناء علي خلقه و وحيه، معاشر الناس: أنا محمد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، و ابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفي عليهم السلام أجمعين، أفي مثلي يشك و علي الله تبارك و تعالي، و علي جدي يفتري، و أعرض علي القافة؟ اني و الله لأعلم ما في سرائرهم و خواطرهم، و اني و الله لأعلم الناس أجمعين بما هم اليه صائرون، أقول حقا و أظهر صدقا علما قد نبأه الله تبارك و تعالي قبل الخلق أجمعين و قبل بناء السماوات و الأرضين.



[ صفحه 46]



و أيم الله لو لا تظاهر الباطل علينا، و غواية ذرية الكفر، و توثب أهل الشرك و الشك و الشقاق علينا، لقلت قولا يعجب منه الأولون و الآخرون، ثم وضع يده علي فيه، ثم قال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك «فاصبر كما صبر أولواالعزم من الرسل و لا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون» [1] .

ثم أتي الي رجل بجانبه فقبض علي يده فما زال يمشي يتخطي رقاب الناس و هم يفرجون له قال: فرأيت مشيخة أجلاءهم ينظرون اليه و يقولون: الله أعلم حيث يجعل رسالته، فسألت عنهم فقيل: هؤلاء قوم من بني هاشم من أولاد عبدالمطلب، فبلغ الرضا عليه السلام و هو في خراسان ما صنع ابنه فقال: الحمدلله، ثم ذكر ما قذفت به مارية القبطية، ثم قال: الحمدلله الذي جعل في ابني محمد اسوة برسول الله و ابنه ابراهيم [2] .

52 -52- روي أيضا:

عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا، فقال لي: يا حكيمة احضري ولادتها و ادخلي و اياها و القابلة بيتا و وضع لنا مصباحا و أغلق الباب علينا، فلما أخذها الطلق طفئ المصباح و بين يديها طست، فاغتممت بطفئ المصباح، فبينا نحن كذلك اذ بدر أبوجعفر عليه السلام في الطست و اذا عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتي أضاء البيت، فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا، ففتح الباب و قد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد و قال لي: يا حكيمة الزمي مهده، قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره الي السماء، ثم



[ صفحه 47]



نظر يمينه و يساره، ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله، فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أباالحسن عليه السلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا، فقال: و ما ذاك فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر [3] .

53 - 53 روي أيضا:

أن بنان بن نافع قال: سألت علي بن موسي الرضا عليهماالسلام فقلت: جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك؟ فقال لي: يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي و هو حجة الله تعالي من بعدي، فبينا أنا كذلك اذ دخل علينا محمد ابن علي عليهماالسلام، فلما بصر بي قال لي: يا ابن نافع ألا أحدثك بحديث؟ انا معاشر الأئمة اذا حملته أمه يسمع الصوت من بطن أمه أربعين يوما، فاذا أتي له في بطن أمه أربعة أشهر رفع الله تعالي له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتي لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة و ان قولك لأبي الحسن من حجة الدهر و الزمان من بعده فالذي حدثك أبوالحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك.

فقلت: أنا أول العابدين، ثم دخل علينا أبوالحسن، فقال لي: يا ابن نافع سلم و أذعن له بالطاعة فروحه روحي و روحي روح رسول الله [4] .


پاورقي

[1] الاحقاف: 35.

[2] المناقب 387:4، حلية الأبرار 392:2، بحارالأنوار 8:50 ح 9، العوالم 14:23 ح 2.

[3] المناقب 394: 4، الثاقب في المناقب: 504 ح 432، حليةالأبرار 389: 2، بحارالأنوار 10: 50 ح 10، مستدرك الوسائل 389: 8 ح 9760 و فيه «عطس و قال: الحمدلله و صلي الله علي محمد و علي الأئمة الراشدين».

[4] المناقب 388: 4، بحارالأنوار 55: 50 ح 31، العوالم 77: 23 ح 20.