بازگشت

معني الوحدانية و معني لا تدركه الأبصار


2 - 2- روي الكليني:

عن علي بن محمد، و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي جميعا، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أباجعفر الثاني عليه السلام ما معني الواحد؟ فقال: اجماع الألسن عليه بالوحدانية كقوله تعالي: «



[ صفحه 11]



و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [1] ، [2] .

3 - 3- قال الطبرسي:

روي أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قل هو الله أحد، ما معني الأحد قال:

المجمع عليه بالوحدانية، أما سمعته يقول: «و لئن سألتهم من خلق السماوات و الارض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله» [3] ثم يقولون بعد ذلك له شريك و صاحبة، فقلت قوله: «لا تدركه الأبصار» [4] قال:

يا أباهاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون أنت قد تدرك بوهمك السند، و الهند، و البلدان التي لم تدخلها و لم تدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار؟ [5] .

قال المجلسي:

بيان: يحتمل تلك الأخبار وجوها:

الأول: أن يكون عليه السلام أحال معني الواحد علي ما هو المعروف بين الناس و أعرض عنه، و استدل عليه بما جبل عليه جميع العقول من الاذعان بتوحيده.

الثاني: أن يكون المراد به أن معني الواحد هو الذي أقر به كل ذي عقل اذا



[ صفحه 12]



صرف عنه الأغراض النفسانية.

الثالث: أن يكون هذا اللفظ بحسب الشرع موضوعا لهذا المعني، مأخوذا فيه اجماع الألسن.

ثم الظاهر أن يكون الآية احتجاجا علي مشركي قريش حيث كانوا يقرون بأن الخالق لجميع المخلوقات هو الله تعالي، و مع ذلك كانوا يعبدون الأصنام و يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله.

و يحتمل أن يكون المراد أن غرائز الخلق كلها مجبولة علي الاذعان بتوحيده، فاذا رجعوا الي أنفسهم و تركوا العصبية و العناد يرون أنفسهم مذعنة بذلك و ينبه علي ذلك أنهم عند اضطرارهم في المهالك و المخاوف لا يلجئون الا اليه كما نبه تعالي عليه في مواضع من القرآن المجيد و الأول أظهر.

فان للتوحيد ثلاثة معان: الأول: توحيد واجب الوجود، و الثاني: توحيد صانع العالم و مدبر النظام، و الثالث: توحيد الاله و هو المستحق للعبادة، و كان مشركو القريش مخالفين في المعني الثالث [6] .


پاورقي

[1] الزخرف: 87.

[2] الكافي 118: 1 ح 12، التوحيد للصدوق: 82 ح 1 و 83 ح 2، معاني الأخبار: 5 ح 1، بحارالأنوار 208:3 ح 4 و 2 مختصرا، تفسير نورالثقلين 215: 4 ح 89 و 618 ح 103.

[3] العنكبوت: 61.

[4] الأنعام: 103.

[5] الاحتجاج 465:2 ح 319، الكافي 99: 1 ح 11، الفصول المهمة: 138 فيها الي قوله «لا تدركه الأبصار»، بحارالأنوار 208: 3 ح 3 و 39: 4 ح 17 عن الكافي، تفسير نورالثقلين 710: 5 ح 64.

[6] بحارالأنوار 209: 3.