بازگشت

نزول الملائكة و الامامة


41 -41- روي أيضا:

عن محمد بن أبي عبدالله و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد و محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا، و لقد فيها أول نبي يكون، و أول وصي يكون، و لقد قضي أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور الي مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد علي الله عزوجل علمه، لأنه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدثون الا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام.

قلت: و المحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليه السلام؟ قال: أما الأنبياء و الرسل صلي الله عليهم فلا شك و لا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت



[ صفحه 40]



فيه الأرض الي آخر فناء الدنيا أن تكون علي أهل الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة الي من أحب من عباده و أيم الله لقد نزل الروح و الملائكة بالأمر في ليلة القدر علي آدم، و أيم الله ما مات آدم الا و له وصي، و كل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، و وضع لوصيه من بعده، و أيم الله ان كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم الي محمد صلي الله عليه و آله أن أوص الي فلان و لقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد صلي الله عليه و آله خاصة: «وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم» الي قوله: «فأولئك هم الفاسقون» [1] يقول: أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتي يبعث النبي الذي يليه يعبدونني لا يشركون بي شيئا، يقول: يعبدونني بايمان لا نبي بعد محمد صلي الله عليه و آله، فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون، فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم و نحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين.

أما علمنا فظاهر، و أما ابان أجلنا يظهر فيه الدين منا حتي لا يكون بين الناس اختلاف فان له أجلا من ممر الليالي و الأيام، اذا أتي ظهر و كان الأمر واحدا.

و أيم الله لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، و لذلك جعلهم شهداء علي الناس ليشهد محمد صلي الله عليه و آله علينا، و لنشهد علي شيعتنا، و لتشهد شيعتنا علي الناس، أبي الله عزوجل أن يكون في حكمه اختلاف، أو بين أهل علمه تناقض.

ثم قال أبوجعفر عليه السلام: فضل ايمان المؤمن بحمله «انا انزلناه» و بتفسيرها علي من ليس مثله في الايمان بها كفضل الانسان علي البهائم، و ان الله عزوجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا



[ صفحه 41]



يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين و لا أعلم أن في هذا الزمان جهادا الا الحج و العمرة و الجوار [2] .


پاورقي

[1] النور: 55.

[2] الكافي 250: 1 ح 7، بحارالأنوار 80: 25 ضمن ح 68، وسائل الشيعة 33: 11 ح 4 و تفسير البرهان 484: 4 ح 7 مكرر و تفسير نورالثقلين 616: 3 ح 218 مختصرا.