بازگشت

تفسير قوله تعالي: «ما ضل صاحبكم و ما غوي»


25 -25- قال القمي:

أخبرنا أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن العباس، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: «ما ضل صاحبكم و ما غوي» يقول: ما ضل في علي عليه السلام و ما غوي و ما ينطق فيه عن الهوي و ما كان ما قال فيه الا بالوحي الذي أوحي اليه.

ثم قال: «علمه شديد القوي» ثم أذن له فوفد الي السماء فقال: «ذو مرة



[ صفحه 28]



فاستوي - «و هو بالأفق الأعلي» - «ثم دنا فتدلي - فكان قاب قوسين أو أدني» كان بين لفظه و بين سماع محمد كما بين وتر القوس و عودها «فأوحي الي عبده ما أوحي».

فسئل رسول الله صلي الله عليه و آله عن ذلك الوحي، فقال: أوحي الي أن عليا سيد الوصيين [المؤمنين] و امام المتقين، و قائد الغر المحجلين، و أول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: أمن الله و من رسوله؟

فقال الله جل ذكره لرسول الله صلي الله عليه و آله: قل لهم: «ما كذب الفؤاد ما رأي» ثم رد عليهم فقال «أفتمارونه علي ما يري»، ثم قال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله: قد أمرت فيه بغير هذا أمرت أن أنصبه للناس و أقول لهم: هذا وليكم من بعدي و هو بمنزلة السفينة يوم الغرق، من دخل فيها نجا و من خرج منها غرق.

ثم قال: «و لقد رآه نزلة أخري» يقول: رأيت الوحي مرة أخري «عند سدرة المنتهي» التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان، ثم قال الله: قل لهم: «اذ يغشي السدرة ما يغشي» يقول: اذ يغشي السدرة ما يغشي من حجب النور و «ما زاغ البصر» يقول: ما عمي البصر عن تلك الحجب «و ما طغي» يقول: و ما طغي القلب بزيادة فيما أوحي اليه و لا نقصان «لقد رأي من آيات ربه الكبري» [1] يقول: لقد سمع كلاما لو لا أنه قوي ما قوي [2] .


پاورقي

[1] النجم: 9 ، 2.

[2] تفسير القمي 311: 2، اثبات الهداة 143: 2 ح 626 مختصرا، بحارالأنوار 404: 18 ح 110.