الصدقة و حفظ ثوابها
51 - 241- في التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام:
قال عليه السلام: دخل رجل علي محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام و هو مسرور، فقال: ما لي أراك مسرورا؟
قال: يا ابن رسول الله، سمعت أباك يقول: أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم
[ صفحه 179]
يرزقه الله صدقات و مبرات و سد خلات من اخوان له مؤمنين، و انه قصدني اليوم عشرة من اخواني [المؤمنين] الفقراء لهم عيالات، قصدوني من بلد كذا و كذا، فأعطيت كل واحد منهم، فلهذا سروري.
فقال محمد بن علي عليهماالسلام: لعمري انك حقيق بأن تسر ان لم تكن أحبطته، أو لم تحبطه فيما بعد. فقال الرجل: و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص؟
قال: هاه قد أبطلت برك باخوانك و صدقاتك.
قال: و كيف ذاك يا ابن رسول الله؟
قال له محمد بن علي عليهماالسلام: اقرأ قول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذي) [1] .
قال الرجل: يا ابن رسول الله ما مننت علي القوم الذين تصدقت عليهم و لا آذيتهم!
قال له محمد بن علي عليهماالسلام: ان الله عزوجل انما قال: (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذي) و لم يقل لا تبطلوا بالمن علي من تتصدقون عليه، [و بالأذي لمن تتصدقون عليه] و هو كل أذي، أفتري أذاك للقوم الذين تصدقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك و ملائكة الله المقربين حواليك، أم أذاك لنا؟
فقال الرجل: بل هذا يا ابن رسول الله.
فقال: فقد آذيتني و آذيتهم و أبطلت صدقتك. قال: لماذا؟
قال: لقولك «و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص» ويحك، أتدري من شيعتنا الخلص؟ [قال لا. قال: شيعتنا الخلص] حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون و صاحب يس الذي قال الله تعالي [فيه]: (و جاء من أقصا المدينة رجل يسعي) [2] و سلمان و أبوذر و المقداد و عمار، أسويت نفسك بهؤلاء أما آذيت بهذا الملائكة،
[ صفحه 180]
و آذيتنا؟
فقال الرجل: أستغفرالله و أتوب اليه، فكيف أقول؟
قال: قل: أنا من مواليكم و محبيكم، و معادي أعدائكم، و موالي أوليائكم.
فقال: كذلك أقول، و كذلك أنا يا أبن رسول الله، و قد تبت من القول الذي أنكرته، و أنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك الا لانكار الله عزوجل.
فقال محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام: الآن قد عادت اليه مثوبات صدقاتك و زال عنها الاحباط [3] .
[ صفحه 181]
پاورقي
[1] البقرة: 264.
[2] يس: 20.
[3] تفسير الامام العسكري: 314 ح 160، بحارالأنوار 159: 68 ح 11، مستدرك الوسائل 234: 7 ح 8123.