بازگشت

ما رواه عن الامام محمد بن علي الباقر


(1038) 1 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... عن محمد بن علي [الجواد (عليهما السلام)] وقال محمد بن علي (عليهما السلام): قيل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): ما الموت؟

قال: للمؤمن، كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطأ المراكب، وآنس المنازل. وللكافر، كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل، وأعظم العذاب [1] .

(1039) 2 - الصفار (رحمه الله): حدثنا أبو علي أحمد بن إسحاق، عن الحسن [2] ، عن العباس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إن الأوصياء محدثون يحدثهم روح القدس، ولا يرونه، وكان علي (عليه السلام) يعرض علي روح القدس ما يسئل عنه، فيوجس [3] في نفسه ان قد أصبت



[ صفحه 588]



بالجواب فيخبر فيكون كما قال [4] .

3 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله):... أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا جعفر [الثاني] (عليه السلام)... فقال كان أبو جعفر [الباقر] (عليه السلام) يقول: المتمتع بالعمرة إلي الحج أفضل من المفرد السائق للهدي. وكان يقول: ليس يدخل الحاج بشئ أفضل من المتعة [5] .

(1040) 4 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... [عن محمد بن علي الجواد (عليهما السلام)، قال]:

وقيل لمحمد بن علي (عليهما السلام): ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة، فمن رأي في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره، ومن أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره. فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه؟!

هذا هو الموت، فاستعدوا له [6] .

(1041) 5 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه) قال:



[ صفحه 589]



حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عباس ابن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): من قرأ (إنا أنزلناه) في حرم الله عز وجل ألف مرة، كتب الله عز وجل له أجر كل حجة أو عمرة كانت أو تكون.

ومن قرأها في موقف عرفة مائة مرة، كان له أجر المجاهدين إلي يوم القيامة. ومن قرأها في مسجد مني سبعين مرة، كان له أجر كل صدقة تصدق بها، أو يتصدق بها إلي يوم القيامة. ومن قرأها في جوف الكعبة، كان له أجور الصديقين، والشهداء إلي يوم القيامة.

ومن قرأها في مسجد المدينة عند قبر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إحدي وعشرين مرة، كان له أجور أهل الجنة إلي يوم القيامة، وكتب له مثل أجر النبيين [7] .

(1042) 6 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)،

قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عباس بن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، عن أبيه، عن جده، قال: قال الصادق (عليه السلام): قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): من أحيي ليلة القدر، غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء، ومثاقيل



[ صفحه 590]



الجبال، ومكائيل البحار [8] .

(1043) 7 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)،

قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عباس بن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: قال الصادق (عليه السلام): سمعت أبي (عليه السلام): يقول:

ما قرأ عبد (إنا أنزلناه) ألف مرة يوم الاثنين، وألف مرة يوم الخميس إلا خلق الله تبارك وتعالي منها ملكا، يدعي العوي، راحته أكبر من سبع سماوات، وسبع أرضين في موضع كل ذرة من جسده ألف شعر في كل شعرة ألف لسان، ينطق كل لسان لقوة ألسنة الثقلين، يستغفر لقاريها، ويضاعف الرب تعالي استغفار، ألفي سنة، ألف مرة [9] .

(1044) 8 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون، وأول وصي يكون، ولقد قضي أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها

بتفسير الأمور إلي مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد علي الله عز وجل علمه، لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم



[ صفحه 591]



حجة بما يأتيهم في تلك الليلة، مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل (عليه السلام). قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة (عليهم السلام)؟

قال: أما الأنبياء والرسل صلي الله عليهم فلاشك، ولابد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلي آخر فناء الدنيا أن تكون علي أهل الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلي من أحب من عباده.

وأيم الله! لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر علي آدم. وأيم الله! ما مات آدم إلا وله وصي، وكل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، ووضع لوصيه من بعده. وأيم الله! إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلي محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) أن أوص إلي فلان. ولقد قال الله عز وجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) خاصة: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم - إلي قوله - فأولئك هم الفاسقون) [10] .

يقول: أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم، كما استخلف وصاة آدم من بعده حتي يبعث النبي الذي يليه: (يعبدونني لا يشركون بي شيئا). يقول: يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) فمن قال غير ذلك: (فأولئك هم الفاسقون). فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) بالعلم ونحن هم، فاسألونا، فإن صدقناكم فأقروا، وما أنتم بفاعلين. أما علمنا فظاهر، وأما إبان أجلنا [11] الذي يظهر فيه الدين منا حتي لا يكون بين الناس اختلاف، فإن له أجلا من ممر الليالي والأيام، إذا أتي ظهر، وكان



[ صفحه 592]



الأمر واحدا. وأيم الله! لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم شهداء علي الناس ليشهد محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) علينا، ولنشهد علي شيعتنا، ولتشهد شيعتنا علي الناس، أبي الله عز وجل أن يكون في حكمه اختلاف، أو بين أهل علمه، تناقض. ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فضل إيمان المؤمن بحمله (إنا أنزلناه)، وبتفسيرها علي من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الإنسان علي البهائم، وإن الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا - لكمال عذاب

الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم - ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج، والعمرة، والجوار [12] .

(1045) 9 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لما ترون من بعثه الله عز وجل للشقاء علي أهل الضلالة من أجناد الشياطين، وأزواجهم أكثر مما ترون خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب من الملائكة. قيل: يا أبا جعفر! و كيف يكون شئ أكثر من الملائكة؟



[ صفحه 593]



قال: كما شاء الله عز وجل. قال السائل: يا أبا جعفر! إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه.

قال: كيف ينكرونه؟

قال: يقولون: إن الملائكة (عليهم السلام) أكثر من الشياطين. قال: صدقت، افهم عني ما أقول: إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة، ويزور إمام الهدي عددهم من الملائكة حتي إذا أتت ليلة القدر، فيهبط فيها من الملائكة إلي ولي الأمر، خلق الله - أو قال قيض الله - عز وجل من الشياطين بعددهم، ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتي لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتي يفسر له تفسيرا، ويعلمه الضلالة التي هو عليها. وأيم الله! إن من صدق بليلة القدر، ليعلم أنها لنا خاصة لقول رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) حين دنا موته: هذا وليكم من بعدي، فإن أطعتموه رشدتم.

ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر، ومن آمن بليلة القدر ممن علي غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول، إنها لنا، ومن لم يقل، فإنه كاذب. إن الله عز وجل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلي كافر فاسق، فإن قال: إنه ينزل إلي الخليفة الذي هو عليها، فليس قولهم ذلك بشئ.

وإن قالوا: إنه ليس ينزل إلي أحد فلا يكون أن ينزل شئ إلي غير شئ، وإن قالوا - وسيقولون -: ليس هذا بشئ، فقد ضلوا ضلالا بعيدا [13] .



[ صفحه 594]



(1046) 10 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يا معشر الشيعة! خاصموا بسورة (إنا أنزلناه) تفلجوا [14] فوالله! إنها

لحجة الله تبارك وتعالي علي الخلق بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا. يا معشر الشيعة! خاصموا ب‍ (حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) [15] فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم). يا معشر الشيعة! يقول الله تبارك وتعالي: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) [16] .

قيل: يا أبا جعفر! نذيرها محمد (صلي الله عليه وآله وسلم)؟

قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض. فقال السائل: لا!

قال أبو جعفر (عليه السلام): أرأيت بعيثه أليس نذيره؟ كما أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في بعثته من الله عز وجل نذير.



[ صفحه 595]



فقال: بلي! قال: فكذلك لم يمت محمد إلا وله بعيث نذير. قال: فإن قلت: لا فقد ضيع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) من في أصلاب الرجال من أمته. قال: وما يكفيهم القرآن؟

قال: بلي! إن وجدوا له مفسرا. قال: وما فسره رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)؟

قال: بلي! قد فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).

قال السائل: يا أبا جعفر! كان هذا أمر [17] خاص لا يحتمله العامة؟

قال: أبي الله أن يعبد إلا سرا حتي يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله مع خديجة مستترا حتي أمر بالاعلان. قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟

قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم أسلم مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) حتي ظهر امره؟

قال: بلي! قال: فكذلك أمرنا حتي يبلغ الكتاب أجله [18] .



[ صفحه 596]



(1047) 11 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليهم السلام)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال الله عز وجل في ليلة القدر: (فيها يفرق كل أمر حكيم) [19] يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين، إنما هو شئ واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عز وجل، ومن حكم بأمر فيه اختلاف، فرأي أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت. إنه لينزل في ليلة القدر إلي ولي الأمر تفسير الأمور سنة، سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا. وفي أمر الناس بكذا وكذا، وإنه ليحدث لولي الأمر سوي ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص، والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك

الليلة من الأمر. ثم قرأ: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) [20] [21] .

(1048) 12 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن



[ صفحه 597]



الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: وقال رجل لأبي جعفر (عليه السلام): يا ابن رسول الله! لا تغضب علي. قال: لماذا؟

قال: لما أريد أن أسألك عنه.قال: قل!

قال: ولا تغضب!؟

قال: ولا أغضب. قال: أرأيت قولك في ليلة القدر، وتنزل الملائكة والروح فيها إلي

الأوصياء، يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قد علمه؟ أو يأتونهم بأمر كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يعلمه؟ وقد علمت أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مات وليس من علمه شئ إلا وعلي (عليه السلام) له واع.

قال أبو جعفر (عليه السلام): مالي ولك أيها الرجل! ومن أدخلك علي!؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين. قال: فافهم ما أقول لك!: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لما أسري به لم يهبط حتي أعلمه الله جل ذكره علم ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد علم جمل العلم، ويأتي تفسيره في ليالي القدر، كما كان مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم). قال السائل: أوما كان في الجمل تفسير؟

قال: بلي! ولكنه إنما يأتي بالأمر من الله تعالي في ليالي القدر إلي النبي وإلي الأوصياء: افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه. قلت: فسر لي هذا؟

قال: لم يمت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إلا حافظا لجملة العلم وتفسيره.



[ صفحه 598]



قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟

قال: الأمر واليسر فيما كان قد علم.

قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوي ما علموا؟

قال: هذا مما أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله عز وجل. قال السائل: فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟ قال: لا! وكيف يعلم وصي غير علم ما أوصي إليه. قال السائل: فهل يسعنا أن نقول: إن أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الاخر؟ قال: لا! لم يمت نبي إلا وعلمه في جوف وصيه، وإنما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد. قال السائل: وما كانوا علموا ذلك الحكم؟

قال: بلي! قد علموه، ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شئ منه حتي يؤمروا في ليالي القدر، كيف يصنعون إلي السنة المقبلة. قال السائل: يا أبا جعفر! لا أستطيع إنكار هذا؟

قال أبو جعفر (عليه السلام): من أنكره فليس منا. قال السائل: يا أبا جعفر! أرأيت النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) هل كانت يأتيه في ليالي القدر شئ لم يكن علمه؟

قال: لا يحل لك أن تسأل عن هذا، أما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصي إلا والوصي الذي بعده يعلمه، أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن الله عز وجل أبي أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم.

قال السائل: يا ابن رسول الله! كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا أتي شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة، فإذا



[ صفحه 599]



أتت ليلة ثلاث وعشرين، فإنك ناظر إلي تصديق الذي سألت عنه [22] .

(1049) 14 - القندوزي الحنفي: وروي الحافظ ابن الأخضر في (معالم العترة الطاهرة) من طريق أبي نعيم: عن ابن علي الرضا محمد الجواد (عليهما السلام)، قال: قد قال محمد الباقر (عليه السلام): رحم الله أخي زيدا فإنه أتي أبي فقال: إني أريد الخروج علي هذه الطاغية، بني مروان. فقال له: لا تفعل يا زيد! إني أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة. أما علمت يا زيد! أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة علي أحد السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل. فكان الأمر كما قال له أبي [23] .


پاورقي

[1] معاني الأخبار: ص 288، ح 4.

عنه البحار: ج 6، ص 155، ضمن ح 9. تقدم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين (عليه السلام))، رقم 1035.

[2] في البحار: عن الحسن بن العباس بن جريش.

[3] في مختصر بصائر الدرجات: فيوجس عن نفسه أن قد أصبت الجواب، فيخبر به، فيكون كما كان.

[4] بصائر الدرجات: ص 473، ح 9.عنه وعن المختصر، البحار: ج 25، ص 57، ح 24. مختصر بصائر الدرجات: ص 1، س 15، أحمد بن محمد بن عيسي، وأحمد بن إسحاق ابن سعيد، عن الحسن بن عباس بن حريش. عنه البحار: ج 39، ص 151، ح 3، بتفاوت.

[5] الكافي: ج 4، ص 292، ح 11. تقدم الحديث بتمامه في ف 5، ب 7 (اختيار حج التمتع علي القران والأفراد)، رقم 661.

[6] معاني الأخبار: ص 289، ح 5. عنه البحار: ج 6، ص 155، ضمن ح 9. تقدم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين (عليه السلام))، رقم 1035.

[7] فضائل الأشهر الثلاثة: ص 118، ح 115.

[8] فضائل الأشهر الثلاثة: ص 118، ح 114. عنه وسائل الشيعة: ج 10، ص 358، ح 13599. إقبال الأعمال: ص 506، س 7. عنه البحار: ج 95، ص 168، س 6، ضمن ح 5.

[9] فضائل الأشهر الثلاثة: ص 117، ح 113.

[10] النور: 24 / 55.

[11] أي: وقت أجلنا.

[12] الكافي: ج 1، ص 250، ح 7. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 636، ح 100، والوافي: ج 2، ص 52، ح 489، والفصول المهمة للحر العاملي: ج 1، ص 392، ح 528، قطعة منه، ووسائل الشيعة: ج 15، ص 47، ح 19957، والبرهان: ج 4، ص 484، ح 7، والبحار: ج 60، ص 276، ح 164. البحار: ج 25، ص 73، ح 63، عن كنز الفوائد.

تأويل الآيات الظاهرة: ص 7978، س 3، بتفاوت.

[13] الكافي: ج 1، ص 252، ح 9. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 637، ح 102، وإثبات الهداة: ج 2، ص 14، ح 59، قطعة منه، والفصول المهمة للحر العاملي: ج 3، ص 374، ح 3125، والدر المنثور: ج 1، ص 78، س 14، والوافي: ج 2، ص 55، س 23. البحار: ج 25، ص 71، ح 62، عن كنز الفوائد.

[14] الفلج، الظفر والفوز... وفيه: يا معشر الشيعة! خاصموا بسورة القدر تفلجوا: أي تظفروا وتغلبوا من خاصمكم: مجمع البحرين: ج 2، ص 323 (فلج).

[15] الدخان: 44 / 1 - 3.

[16] فاطر: 35 / 24.

[17] في البحار: كأن هذا الأمر.

[18] الكافي: ج 1، ص 249، ح 6. عنه البحار: ج 25، ص 71، ح 62، ونور الثقلين: ج 5، ص 635، ح 99، قطعة منه، والوافي: ج 2، ص 50، ح 488، والبرهان: ج 4، ص 4836، ح 7. تأويل الآيات الظاهرة: ص 796، س 3، بتفاوت. إقبال الأعمال: ص 331، س 3، قطعة منه، مرسلا وبتفاوت.

[19] الدخان: 44 / 4.

[20] لقمان: 31 / 27.

[21] الكافي: ج 1، ص 248، ح 3. عنه البحار: ج 24، ص 183، ح 21، قطعة منه، و ج 25، ص 79، ح 66، ونور الثقلين: ج 5، ص 635، ح 97، وتأويل الآيات الظاهرة: ص 794، س 9، والفصول المهمة للحر

العاملي: ج 1، ص 392، ح 527، قطعة منه، والوافي: ج 2، ص 45، ح 485، والبرهان: ج 4،

ص 483 ح 4.

[22] الكافي: ج 1، ص 251، ح 8. عنه البحار: ج 17، ص 135، ح 14، و ج 25، ص 80، ح 68، ونور الثقلين: ج 5،

ص 636 ح 101، قطعة منه، ووسائل الشيعة: ج 10، ص 362، ح 13613، قطعة منه، والوافي: ج 2، ص 54، س 10. إقبال الأعمال: ص 329، س 17، قطعة منه، مرسلا.

[23] ينابيع المودة: ج 3، ص 232، س 2، عن كتاب جواهر العقدين. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 69، س 6، وإحقاق الحق: ج 12، ص 182، س 20.