بازگشت

ما رواه عن الامام الحسين بن علي الشهيد


(1035) 1 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني - (رحمه الله) - قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ي]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليهم السلام)، قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): صف لنا الموت؟



[ صفحه 580]



فقال: علي الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه: إما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بعذاب الأبد، وإما تحزين وتهويل وأمر [ه] مبهم لا يدري من أي الفرق، هو. فأما ولينا المطيع لأمرنا، فهو المبشر بنعيم الأبد. وأما عدونا المخالف علينا، فهو المبشر بعذاب الأبد. وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله، فهو المؤمن المسرف علي نفسه، لا يدري ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفا، ثم لن يسويه الله

عز وجل بأعداءنا، لكن يخرجه من النار بشفاعتنا. فاعملوا وأطيعوا، لا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عز وجل، فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة [1] .

(1036) 2 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا أبو الحسن [2] علي بن ثابت الدواليني (رضي الله عنه)، بمدينة السلام سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن محمد ابن علي بن موسي، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه

الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)

وعنده أبي بن كعب [3] فقال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): مرحبا بك يا أبا عبد الله! يا زين السماوات والأرضين.



[ صفحه 581]



قال له أبي: وكيف يكون يا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) زين السماوات والأرضين أحد غيرك؟

قال: يا أبي! والذي بعثني بالحق نبيا، إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل: مصباح هدي، وسفينة نجاة، وإمام خير، ويمن عز، وفخر، وعلم، وذخر، وأن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوقإلا حشره الله عز وجل معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله عنه كربه، وقضي بها دينه، ويسر أمره، وأوضح سبيله، وقواه علي عدوه، ولم يهتك ستره. فقال له أبي بن كعب: وما هذه الدعوات يا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)!؟

قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: (اللهم إني أسألك بكلماتك، ومعاقد عرشك، وسكان سمواتك، وأنبيائك ورسلك، أن تستجيب لي، فقد رهقني [4] من أمري عسرا، فأسألك أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري يسرا). فإن الله عز وجل يسهل أمرك، ويشرح صدرك، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا

الله عند خروج نفسك. قال له أبي: يا رسول الله! فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان، يكون من اتبعه رشيدا، ومن ضل عنه هويا.

قال: فما اسمه وما دعاؤه؟

قال: اسمه علي، ودعاؤه:



[ صفحه 582]



(يا دائم يا ديموم، يا حي يا قيوم، يا كاشف الغم، ويا فارج الهم، ويا باعث الرسل، ويا صادق الوعد).

من دعا بهذا الدعاء، حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين، وكان قائده إلي الجنة. فقال له أبي: يا رسول الله! فهل له من خلف ووصي؟

قال: نعم! له مواريث السماوات والأرض. قال: ما معني مواريث السماوات والأرض يا رسول الله!؟

قال: القضاء بالحق، والحكم بالديانة، وتأويل الأحكام، وبيان ما يكون. قال: فما اسمه؟

قال: اسمه محمد، وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات، ويقول في دعائه: (اللهم إن كان لي عندك رضوان وود، فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي، وطيب ما في صلبي). فركب الله عز وجل في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية. وأخبرني جبرئيل (عليه السلام): إن الله عز وجل طيب هذه النطفة، وسماها عنده جعفرا، وجعله هاديا مهديا، راضيا مرضيا، يدعو ربه فيقول في دعائه: (يا دان غير متوان [5] يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاء، ولهم عندك رضا، واغفر ذنوبهم ويسر أمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضيم [6] ولا تأخذه سنة، ولا نوم، اجعل لي من كل غم فرجا).



[ صفحه 583]



من دعا بهذا الدعاء، حشره الله تعالي أبيض الوجه، مع جعفر بن محمد إلي الجنة. يا أبي! إن الله تبارك وتعالي ركب علي هذه النطفة، نطفة زكية مباركة طيبة، أنزل عليها الرحمة، وسماها عنده موسي.

قال له أبي: يا رسول الله! كأنهم يتواصفون، ويتناسلون، ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضا؟

قال: وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله. قال: فهل لموسي من دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟

قال: نعم! يقول في دعائه: (يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق، وفالق الحب والنوي، وبارئ النسم،

ومحيي الموتي، ومميت الأحياء، ودائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله). من دعا بهذا الدعاء قضي الله تعالي حوائجه، وحشره يوم القيمة مع موسي ابن جعفر، وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية رضية مرضية، وسماها عنده عليا، يكون لله تعالي في خلقه رضيا في علمه وحكمه، ويجعله حجة لشيعته، يحتجون به يوم القيمة، وله دعاء يدعو به: (اللهم أعطني الهدي، وثبتني عليه، واحشرني عليه آمنا، أمن من لاخوف عليه، ولا حزن ولا جزع، إنك أهل التقوي، وأهل المغفرة). وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية رضية مرضية، وسماها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، ووارث علم جده، له علامة بينة وحجة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم). ويقول في دعائه:



[ صفحه 584]



(يا من لا شبيه له ولا مثال، أنت الله الذي لا إله إلا أنت، ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقي، أنت حلمت عمن عصاك، وفي المغفرة رضاك). من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي، شفيعه يوم القيمة. وإن الله تعالي ركب في صلبه نطفة، لا باغية، ولا طاغية بارة مباركة طيبة طاهرة، سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم، وكل سر مكتوم، من لقيه وفي صدره شئ أنبأه به، وحذره من عدوه، ويقول في دعائه: (يا نور، يا برهان، يا منير، يا مبين، يا رب اكفني شر الشرور، وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور). من دعا بهذا الدعاء، كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلي الجنة. وأن الله تبارك وتعالي ركب في صلبه نطفة، وسماها عنده الحسن، فجعله

نورا في بلاده، وخليفة في أرضه، وعزا لأمة جده، وهاديا لشيعته، وشفيعا لهم عند ربه، ونقمة علي من خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهانا لمن اتخذه إماما، يقول في دعائه: (يا عزيز العز في عزه، ما أعز عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزك، وأيدني بنصرك، وأبعد عني همزات الشياطين، وادفع عني بدفعك، وامنع عني بمنعك، واجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد). من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل معه، ونجاه من النار ولو وجبت عليه. وإن الله تبارك وتعالي ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة، يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله تعالي ميثاقه في الولاية، ويكفر بها كل جاحد، فهو إمام تقي نقي سار مرضي هادي مهدي، يحكم



[ صفحه 585]



بالعدل، ويأمر به، يصدق الله تعالي، ويصدقه الله تعالي في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات، وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة، ورجال مسومة. يجمع الله تعالي له من أقاصي البلاد علي عدة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم، كدادون مجدون في طاعته.

فقال له أبي: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله!؟

قال: له علم، إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله تعالي، فناداه العلم: اخرج يا ولي الله، فاقتل أعداء الله، وهما رايتان وعلامتان. وله سيف مغمد، فإذا حان وقت خروجه اختلع ذلك السيف من غمده. وأنطقه الله عز وجل، فناداه السيف: اخرج يا ولي الله، فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله. فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله، ويحكم بحكم الله، يخرج جبرئيل (عليه السلام) عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وسوف تذكرون ما أقول لكم، ولو بعد حين، وأفوض أمري إلي الله تعالي عز وجل. يا أبي! طوبي لمن لقيه، وطوبي لمن أحبه، وطوبي لمن قال به، ينجيهم الله به من الهلكة، وبالاقرار بالله وبرسوله، وبجميع الأئمة، يفتح الله لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه ولا يتغير أبدا، مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا. قال أبي: يا رسول الله! كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل؟

قال: إن الله عز وجل أنزل علي اثنا عشر صحيفة، أسم كل إمام علي خاتمه،



[ صفحه 586]



وصفته في صحيفة [7] .


پاورقي

[1] معاني الأخبار: ص 288، ح 2. عنه البحار: ج 6، ص 153، ح 9، بتفاوت يسير، و ج 44، ص 297، ح 2، قطعة منه.

[2] في إكمال الدين: أحمد بن ثابت الدواليني بمدينة السلام، قال: حدثنا محمد بن الفضل النحوي.

[3] في المصدر: بن أبي كعب، ولكنه غير صحيح.

[4] رهقه: بالكسر برهقه رهقا أي غشيه، لسان العرب: ج 10، ص 129 (رهق).

[5] تواني توانيا في حاجته: فتر وقصر ولم تهتم بها. المنجد: ص 920 (وني).

[6] الضيم: الظلم، مجمع البحرين: ج 6، ص 105 (ضيم)، والمنجد: ص 458 (ضام).

[7] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1، ص 59، ح 29. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 477، ح 128، ومستدرك الوسائل: ج 5، ص 86، ح 5407، قطعة منه، وأعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 22، قطعة منه، والبحار: ج 52، ص 309، ح 4، و ج 91، ص 184، ح 1، قطعة منه. الخرائج والجرائح: ج 2، ص 550، ح 11، قطعة منه. إكمال الدين: ج 1، ص 264، ح 11، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: ج 36، ص 204، ح 8. قصص الأنبياء: ص 361، ح 437. إعلام الوري: ج 2، ص 185، س 20.الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 23، عن الصدوق وبتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 1، (بشارة جده رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بولادته)، (كلامه (عليه السلام) عند ولادته)، وف 2 ب 2، (النص عليه وشفاعته للشيعة)، وف 4، ب 1، (صفات الله وأسماؤه عز وجل)، وف 6، ب 2، (دعاؤه (عليه السلام) في كل زمان ومكان).