بازگشت

الي مامون العباسي


(956) 1 - السيد بن طاووس (رحمه الله) قال: رويناه باسنادنا إلي أبي جعفر بن

بابويه (رحمه الله) عن إبراهيم بن محمد ابن الحارث النوفلي، قال: حدثنا أبي وكان خادما لمحمد بن علي الجواد (عليهما السلام): لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي ابن موسي (عليهم السلام) ابنته، كتب إليه: إن لكل زوجة صداقا من مال زوجها، وقد جعل الله أموالنا في الآخرة، مؤجلة مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجلة في الدنيا وكثر ههنا. وقد أمهرت ابنتك: الوسائل إلي المسائل. وهي مناجاة دفعها إلي أبي. قال: دفعها إلي أبي، موسي، قال: دفعها إلي أبي، جعفر، قال: دفعها إلي محمد، أبي، قال: دفعها إلي علي بن الحسين، أبي، قال: دفعها إلي الحسين، أبي، قال: دفعها إلي الحسن، أخي، قال: دفعها إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

صلوات الله عليه، قال: دفعها إلي رسول الله صلي الله عليه وآله، قال: دفعها إلي جبرائيل (عليه السلام)، قال: يا محمد! رب العزة يقرئك السلام، ويقول لك: هذه مفاتيح كنوز الدنيا والآخرة، فاجعلها وسائلك إلي مسائلك، تصل إلي بغيتك، وتنجح في طلبتك، فلا تؤثرها في حوائج الدنيا، فتبخس بها الحظ من آخرتك. وهي عشر [1] وسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح، وتطلب بها الحاجات فتنجح، وهذه نسختها:



[ صفحه 477]



المناجاة للاستخارة

(اللهم! إن خيرتك فيما استخرتك فيه تنيل الرغائب، وتجزل المواهب، وتغنم المطالب، وتطيب المكاسب، وتهدي إلي أجمل المذاهب، وتسوق إلي أحمد العواقب، وتقي مخوف النوائب. اللهم! إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني عقلي إليه، فسهل اللهم فيه ما توعر [2] ، ويسر منه ما تعسر، واكفني فيه المهم، وادفع به عني كل ملم [3] واجعل يا رب عواقبه غنما، ومخوفه سلما، وبعده قربا، وجدبه [4] خصبا [5] .

وأرسل اللهم إجابتي، وأنجح طلبتي، واقض حاجتي، واقطع عني عوائقها [6] ، وامنع عني بوائقها [7] ، وأعطني اللهم لواء الظفر والخيرة فيما استخرتك، ووفور المغنم فيما دعوتك، وعوائد الأفضال فيما رجوتك. وأقرنه اللهم بالنجاح، وخصه [وحطه خ ل] بالصلاح، وأرني أسباب الخيرة

فيه واضحة، وأعلام غنمها لائحة، واشدد خناق تعسيرها، وانعش صريخ تكسيرها.



[ صفحه 478]



وبين اللهم ملتبسها، وأطلق محتبسها، ومكن أسها حتي تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم، عاجلة للنفع، باقية الصنع، إنك ملئ بالمزيد، مبتدئ بالجود). المناجاة بالاستقالة

(اللهم! إن الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك، والأمل لأناتك ورفقك شجعني علي طلب أمانك وعفوك. ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام [8] ، واستوجبت بها علي عدلك أليم العذاب، واستحققت باجتراحها مبير [9] العقاب، وخفت تعويقها لإجابتي، وردها إياي عن قضاء حاجتي، بإبطالها لطلبتي، وقطعها لأسباب رغبتي، من أجل ما قد أنقض ظهري من

ثقلها، وبهظني [10] من الاستقلال بحملها، ثم تراجعت رب إلي حلمك عن الخاطئين، وعفوك عن المذنبين، ورحمتك للعاصين، فأقبلت بثقتي متوكلا عليك، طارحا نفسي بين يديك، شاكيا بثي إليك، سائلا ما لا أستوجبه من تفريج الهم، ولا أستحقه من تنفيس الغم، مستقيلا لك إياي، واثقا مولاي بك. اللهم! فامنن علي بالفرج، وتطول بسهولة المخرج، وادللني برأفتك علي

سمت المنهج، وأزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج، وخلصني من سجن الكرب بإقالتك، وأطلق أسري برحمتك، وطل علي برضوانك، وجد علي



[ صفحه 479]



بإحسانك، وأقلني عثرتي، وفرج كربتي، وارحم عبرتي، ولا تحجب دعوتي، واشدد بالإقالة أزري، وقو بها ظهري، وأصلح بها أمري، وأطل بها عمري، وارحمني يوم حشري، ووقت نشري، إنك جواد كريم، غفور رحيم). المناجاة بالسفر: (اللهم! إني أريد سفرا فخر لي فيه، وأوضح لي فيه سبيل الرأي، وفهمنيه، وافتح عزمي بالاستقامة، واشملني في سفري بالسلامة، وأفدني جزيل الحظ والكرامة، واكلأني بحسن الحفظ والحراسة. وجنبني اللهم وعثاء [11] الأسفار، وسهل لي حزونة الأوعار، واطو لي بساط المراحل، وقرب مني بعد نأي المناهل [12] ، وباعدني في المسير بين خطي الرواحل، حتي تقرب نياط [13] البعيد، وتسهل وعور الشديد.

ولقني اللهم في سفري نجح طائر الواقية، وهبني فيه غنم العافية، وخفير [14] الاستقلال، ودليل مجاوزة الأهوال، وباعث وفور الكفاية، وسانح خفير الولاية، واجعله اللهم سبب عظيم السلم، حاصل الغنم. واجعل الليل علي سترا من الآفات، والنهار مانعا من الهلكات، واقطع عني قطع لصوصه بقدرتك، واحرسني من وحوشه بقوتك، حتي تكون السلامة فيه مصاحبتي، والعافية فيه مقارنتي، واليمن سائقي، واليسر معانقي، والعسر مفارقي، والفوز موافقي والأمن مرافقي، إنك ذو الطول والمن، والقوة والحول، وأنت علي،



[ صفحه 480]



كل شئ قدير، وبعبادك بصير خبير). المناجاة في طلب الرزق (اللهم! أرسل علي سجال [15] رزقك مدرارا، وأمطر علي سحائب إفضالك غزارا، وأدم غيث نيلك إلي سجالا، وأسبل مزيد نعمك علي خلتي إسبالا، وأفقرني بجودك إليك، وأغنني عمن يطلب ما لديك، وداو داء فقري بدواء فضلك، وانعش صرعة عيلتي بطولك، وتصدق علي إقلالي بكثرة عطائك، وعلي اختلالي بكريم حبائك، وسهل رب سبيل الرزق إلي، وثبت قواعده لدي، وبجس [16] لي عيون سعته برحمتك، وفجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك، وأجدب أرض فقري، وأخصب جدب ضري، واصرف عني في الرزق العوائق، واقطع عني من الضيق العلائق. وارمني من سعة الرزق اللهم بأخصب سهامه، واحبني من رغد العيش بأكثر دوامه، واكسني اللهم سرابيل السعة، وجلابيب [17] الدعة.

فإني يا رب منتظر لأنعامك بحذف المضيق، ولتطولك بقطع التعويق، ولتفضلك بإزالة التقتير [18] ، ولوصول حبلي بكرمك بالتيسير. وأمطر اللهم علي سماء رزقك بسجال الديم، وأغنني عن خلقك بعوائد



[ صفحه 481]



النعم، وارم مقاتل الاقتار مني، واحمل كشف الضر عني علي مطايا الأعجال، واضرب عني الضيق بسيف الاستيصال، وأتحفني رب منك بسعة الأفضال، وامددني بنمو الأموال، واحرسني من ضيق الأقلال. واقبض عني سوء الجدب، وابسط لي بساط الخصب، واسقني من ماء

رزقك غدقا [19] ، وانهج لي من عميم بذلك طرقا، وفاجئني بالثروة والمال، وانعشني به من الأقلال، وصبحني بالاستظهار، ومسني بالتمكن من اليسار، إنك ذو الطول العظيم، والفضل العميم، والمن الجسيم، وأنت الجواد الكريم). المناجاة بالاستعاذة (اللهم! إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء، وأهوال عظائم الضراء، فأعذني رب من صرعة البأساء، واحجبني من سطوات البلاء، ونجني من مفاجأة النقم، وأجرني من زوال النعم ومن زلل القدم. واجعلني اللهم في

حياطة عزك، وحفاظ حرزك من مباغتة الدوائر [20] ومعاجلة البوادر [21] .

اللهم رب وأرض البلاء فاخسفها، وعرصة المحن فارجفها، وشمس النوائب فاكسفها، وجبال السوء فانسفها، وكرب الدهر فاكشفها، وعوائق الأمور فاصرفها، وأوردني حياض السلامة، واحملني علي مطايا الكرامة، واصحبني بإقالة العثرة، واشملني بستر العورة. وجد علي يا رب بآلائك، وكشف بلائك، ودفع ضرائك، وارفع كلاكل [22] .



[ صفحه 482]



عذابك، واصرف عني أليم عقابك، وأعذني من بوائق الدهور، وأنقذني من سوء عواقب الأمور، واحرسني من جميع المحذور واصدع صفاء البلاء عن أمري، واشلل يده عني مدي عمري.

إنك الرب المجيد، المبدئ المعيد، الفعال لما تريد). المناجاة بطلب التوبة (اللهم! إني قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح، وتثبيت عقد صحيح، ودعاء قلب قريح [23] ، وإعلان قول صريح. اللهم! فتقبل مني مخلص التوبة، وإقبال سريع الأوبة [24] ومصارع تخشع الحوبة [25] وقابل رب توبتي بجزيل الثواب، وكريم المآب، وحط العقاب، وصرف

العذاب، وغنم الإياب، وستر الحجاب.وامح اللهم ما ثبت من ذنوبي، واغسل بقبولها جميع عيوبي، واجعلها جالية لقلبي، شاخصة لبصيرة لبي، غاسلة لدرني، مطهرة لنجاسة بدني، مصححة فيها ضميري، عاجلة إلي الوفاء بها بصيرتي. واقبل يا رب توبتي، فإنها تصدر من إخلاص نيتي، ومحض من تصحيح بصيرتي، واحتفال [26] في طويتي، واجتهاد في نقاء سريرتي، وتثبيت لإنابتي، مسارعة إلي أمرك بطاعتي.



[ صفحه 483]



وأجل اللهم بالتوبة عني ظلمة الإصرار، وامح بها ما قدمته من الأوزار، واكسني لباس التقوي، وجلابيب الهدي، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي، ونزعت سربال [27] الذنوب عن جسدي، مستمسكا رب بقدرتك، مستعينا علي نفسي بعزتك، مستودعا توبتي من النكث بخفرتك، معتصما من الخذلان

بعصمتك، مقارنا به، لاحول ولا قوة إلا بك). المناجاة بطلب الحج (اللهم ارزقني الحج الذي افترضته علي من استطاع إليه سبيلا. واجعل لي فيه هاديا وإليه دليلا، وقرب لي بعد المسالك، وأعني علي تأدية المناسك، وحرم بإحرامي علي النار جسدي، وزد للسفر قوتي وجلدي، وارزقني رب الوقوف بين يديك، والإفاضة إليك، واظفرني بالنجح بوافر الربح. واصدرني رب من موقف الحج الأكبر إلي مزدلفة المشعر، واجعلها زلفة إلي رحمتك، وطريقا إلي جنتك، وقفني موقف المشعر الحرام، ومقام وقوف الأحرام، وأهلني لتأدية المناسك، ونحر الهدي التوامك [28] بدم يثج [29] ، وأوداج تمج، وإراقة الدماء المسفوحة، والهدايا المذبوحة، وفري أوداجها علي ما أمرت، والتنفل بها كما وسمت. وأحضرني اللهم صلاة العيد، راجيا للوعد، خائفا من الوعيد، حالقا شعر رأسي، ومقصرا، ومجتهدا في طاعتك مشمرا، راميا للجمار، بسبع بعد سبع من الأحجار.



[ صفحه 484]



وأدخلني اللهم عرصة بيتك وعقوتك [30] ومحل أمنك وكعبتك، ومشاكيك وسؤالك ومحاويجك. وجد علي اللهم بوافر الأجر، من الانكفاء والنفر. واختم اللهم مناسك حجي، وانقضاء عجي، بقبول منك لي، ورأفة منك بي، يا أرحم الراحمين). المناجاة بكشف الظلم

(اللهم! إن ظلم عبادك قد تمكن في بلادك، حتي أمات العدل، وقطع السبل، ومحق الحق، وأبطل الصدق، وأخفي البر، وأظهر الشر، وأخمد [31] التقوي، وأزال الهدي، وأزاح الخير، وأثبت الضير [32] ، وأنمي الفساد، وقوي العناد، وبسط الجور، وعدي الطور [33] .

اللهم! يا رب لا يكشف ذلك إلا سلطانك، ولا يجير منه إلا امتنانك.

اللهم! رب فابتر الظلم، وبث حبال الغشم [34] ، واخمد سوق المنكر، وأعز من عنه ينزجر، واحصد شأفة [35] أهل الجور، وألبسهم الحور [36] بعد الكور [37] .



[ صفحه 485]



وعجل اللهم إليهم البيات، وأنزل عليهم المثلات، وأمت حياة المنكر، ليؤمن المخوف، ويسكن الملهوف، ويشبع الجائع، ويحفظ الضائع، ويأوي الطريد، ويعود الشريد، ويغني الفقير، ويجار المستجير، ويوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويعز المظلوم، ويذل الظالم، ويفرج المغموم، وتنفرج الغماء، وتسكن الدهماء [38] ، ويموت الاختلاف، ويعلو العلم، ويشمل السلم، ويجمع الشتات،

ويقوي الأيمان، ويتلي القرآن، إنك أنت الديان، المنعم المنان). المناجاة بالشكر لله تعالي

(اللهم! لك الحمد علي مرد نوازل البلاء، وتوالي سبوغ النعماء، وملمات الضراء، وكشف نوائب اللأواء [39] ولك الحمد علي هنئ عطائك، ومحمود بلائك، وجليل آلائك، ولك الحمد علي إحسانك الكثير، وخيرك العزيز، وتكليفك اليسير، ودفع العسير. ولك الحمد يا رب علي تثميرك قليل الشكر، وإعطائك وافر الأجر، وحطك مثقل الوزر، وقبولك ضيق العذر، ووضعك باهض الأصر، وتسهيلك موضع

الوعر [40] ، ومنعك مفظع [41] الأمر. ولك الحمد علي البلاء المصروف، ووافر المعروف، ودفع المخوف،

وإذلال العسوف [42] .



[ صفحه 486]



ولك الحمد علي قلة التكليف، وكثرة التخفيف، وتقوية الضعيف، وإغاثة اللهيف، ولك الحمد علي سعة إمهالك، ودوام إفضالك، وصرف إمحالك [43] ، وحميد أفعالك، وتوالي نوالك. ولك الحمد علي تأخير معاجلة العقاب، وترك مغافصة [44] العذاب، وتسهيل طريق المآب، وإنزال غيث السحاب). المناجاة لطلب الحوائج [اللهم] جدير من امرته بالدعاء ان يدعوك، ومن وعدته بالإجابة أن يرجوك. ولي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلت فيها طاقتي، وضعفت عن

مرامها قوتي، وسولت لي نفسي الأمارة بالسوء، وعدوي الغرور الذي أنا منه مبلو، أن أرغب إليك فيها. اللهم! وأنجحها بأيمن النجاح، واهدها سبيل الفلاح، واشرح بالرجاء لأسعافك [45] صدري، ويسر في أسباب الخير أمري، وصور إلي الفوز ببلوغ ما رجوته، بالوصول إلي ما أملته. ووفقني اللهم في قضاء حاجتي ببلوغ أمنيتي، وتصديق رغبتي، وأعذني اللهم بكرمك من الخيبة، والقنوط، والأناة [46] ، والتثبيط [47] .



[ صفحه 487]



اللهم! إنك ملئ بالمنائح الجزيلة، وفي بها، وأنت علي كل شئ قدير، بعبادك خبير بصير) [48] .

2 - السيد بن طاووس (رحمه الله):... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي بن جعفر عمة أبي محمد الحسن بن علي (عليهم السلام) قالت:... قال ياسر: فلما أصبح أبو جعفر (عليه السلام) بعث إلي فدعاني، فلما صرت إليه وجلست بين يديه، دعا برق ظبي من أرض تهامة، ثم كتب بخطه هذا العقد:... بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين إلي آخرها. (ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره، ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه، إن الله بالناس لرؤوف رحيم) [49] . أنت الواحد الملك الديان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة،



[ صفحه 488]



وتعطي من تشاء بلا من، وتفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، وتداول الأيام بين الناس، وتركبهم طبقا عن طبق، أسألك باسمك المكتوب علي سرادق المجد. وأسألك باسمك المكتوب علي سرادق السرائر، السابق الفائق الحسن الجميل النصير، رب الملائكة الثمانية، والعرش الذي لا يتحرك، وأسألك بالعين التي لا تنام، وبالحياة التي لا تموت، وبنور وجهك الذي لا يطفأ. وبالاسم الأكبر الأكبر الأكبر، وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم، الذي هو محيط بملكوت السماوات والأرض.

وبالاسم الذي أشرقت به الشمس، وأضاء به القمر، وسجرت به البحور، ونصبت به الجبال.

وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي. وباسمك المكتوب علي سرادق العرش، وبالاسم المكتوب علي سرادق العظمة. وباسمك المكتوب علي سرادق العظمة، وباسمك المكتوب علي سرادق

البهاء. وباسمك المكتوب علي سرادق القدرة، وباسمك العزيز.

وبأسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك. وأسألك من خيرك خيرا مما أرجو. وأعوذ بعزتك وقدرتك من شر ما أخاف وأحذر، وما لا أحذر. يا صاحب محمد يوم حنين! ويا صاحب علي يوم صفين! أنت يا رب مبير الجبارين، وقاصم المتكبرين، أسألك بحق طه ويس، والقرآن العظيم، والفرقان الحكيم، أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تشد به عضد صاحب هذا العقد.



[ صفحه 489]



وأدرأ بك في نحر كل جبار عنيد، وكل شيطان مريد، وعدو شديد، وعدو منكر الأخلاق، واجعله ممن أسلم إليك نفسه، وفوض إليك أمره، وألجأ إليك ظهره. اللهم! بحق هذه الأسماء التي ذكرتها وقرأتها، وأنت أعرف بحقها مني، وأسألك يا ذا المن العظيم، والجود الكريم، ولي الدعوات المستجابات، والكلمات التامات، والأسماء النافذات، وأسألك يا نور النهار، ويا نور الليل، ويا نور السماء والأرض، ونور النور، ونورا يضئ به كل نور، يا عالم الخفيات كلها، في البر والبحر والأرض والسماء والجبال. وأسألك يامن لا يفني، ولا يبيد ولا يزول، ولا له شئ موصوف، ولا إليه حد منسوب، ولا معه إله، ولا إله سواه، ولا له في ملكه شريك، ولا تضاف

العزة إلا إليه، لم يزل بالعلوم عالما، وعلي العلوم واقفا، وللأمور ناظما، وبالكينونية عالما، وللتدبير محكما، وبالخلق بصيرا، وبالأمور خبيرا. أنت الذي خشعت لك الأصوات، وضلت فيك الأحلام وضاقت دونك الأسباب، وملأ كل شئ نورك، ووجل كل شئ منك، وهرب كل شئ إليك،

وتوكل كل شئ عليك. وأنت الرفيع في جلالك، وأنت البهي في جمالك، وأنت العظيم في قدرتك.

وأنت الذي لا يدركك شئ، وأنت العلي الكبير العظيم، مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرج الكربات، ولي النعمات. يا من هو في علوه دان، وفي دنوه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه

قوي، وفي ملكه عزيز، صل علي محمد وآل محمد، واحرس صاحب هذا العقد وهذا الحرز وهذا الكتاب، بعينك التي لا تنام، واكنفه بركنك الذي لا يرام، وارحمه بقدرتك عليه، فإنه مرزوقك.



[ صفحه 490]



بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، لا صاحبة له ولا ولد، بسم الله قوي الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. أشهد أن نوحا رسول الله، وأن إبراهيم خليل الله، وأن موسي كليم الله ونجيه. وأن عيسي بن مريم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين كلمته وروحه. وأن محمدا صلي الله عليه وآله خاتم النبيين، لا نبي بعده. وأسألك بحق الساعة التي يؤتي فيها بإبليس اللعين يوم القيامة، ويقول اللعين في تلك الساعة: والله ما أنا إلا مهيج مردة. الله نور السماوات والأرض، وهو القاهر، وهو الغالب، له القدرة السابقة، وهو الحكيم الخبير. اللهم وأسألك بحق هذه الأسماء كلها وصفاتها وصورها، وهي:



[ صفحه 491]



وفي بعض النسخ المعتبرة تكون بهذه الصورة: سبحان الذي خلق العرش والكرسي واستوي عليه، أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء ومحذور، فهو عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك،

وأنت مولاه. فقه اللهم يا رب الأسواء كلها، واقمع عنه أبصار الظالمين، وألسنة المعاندين، والمريدين له السوء والضر، وادفع عنه كل محذور ومخوف. وأي عبد من عبيدك، أو أمة من إمائك، أو سلطان مارد، أو شيطان أو شيطانة، أو جني أو جنية، أو غول أو غولة، أراد صاحب كتابي هذا بظلم، أو ضر، أو مكر، أو مكروه، أو كيد، أو خديعة، أو نكاية، أو سعاية، أو فساد،

أو غرق، أو اصطلام، أو عطب، أو مغالبة، أو غدر، أو قهر، أو هتك ستر، أو اقتدار، أو آفة، أو عاهة، أو قتل، أو حرق، أو انتقام، أو قطع، أو سحر، أو مسخ، أو مرض، أو سقم، أو برص، أو جذام، أو بؤس، أو آفة، أو فاقة، أو سغب، أو عطش، أو وسوسة، أو نقص في دين، أو معيشة. فاكفنيه بما شئت، وكيف شئت، و أني شئت، إنك علي كل شئ قدير.



[ صفحه 492]



وصلي الله علي سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين. فأما ما ينقش علي هذه القصبة، من فضة غير مغشوشة: يا مشهورا في السماوات، يا مشهورا في الأرضين، يا مشهورا في الدنيا والآخرة، جهدت الجبابرة والملوك علي إطفاء نورك، وإخماد ذكرك، فأبي الله إلا أن يتم نورك، ويبوح بذكرك، ولو كره المشركون.

ورأيت في نسخة: (وأبيت إلا أن يتم نورك) [50] .


پاورقي

[1] في المصدر: عشرون وسائل - وهو تصحيف.

[2] الوعر من الأرض: ضد السهل، مجمع البحرين: ج 3، ص 511 (وعر).

[3] الملمات - بضم الميم الأول وتشديد الثانية وكسر اللام بينهما -: الشدائد، مجمع البحرين: ج 6، ص 165 (لمم).

[4] الجدب: المحل، نقيض الخصب، وفي الحديث... واجدبت البلاد، أي قحطت وعلت الأسعار: لسان العرب: ج 1 ص 254 (جدب).

[5] الخصب: نقيض الجدب، وهو كثرة العشب، لسان العرب: ج 1، ص 355 (خصب).

[6] عوائقها: عوائق الدهر: الشواغل من أحداثه، لسان العرب: ج 10، ص 281(عوق).

[7] بوائقها: في رواية لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه: قال الكسائي وغيره:بوائقه: غوائله وشره، أو ظلمه، لسان العرب: ج 10، ص 30 (بوق).

[8] الاصطلام: إذا أبيد قوم من أصلهم، لسان العرب: ج 12، ص 340 (سلم).

[9] مبير: أي مهلك، لسان العرب: ج 4، ص 86 (بور).

[10] بهظ: بهظني الأمر والحمل: أثقلني وعجزت عنه لسان العرب: ج 7، ص 436(بهظ).

[11] الوعثاء: المشقة والتعب، المنجد: ص 907 (وعث).

[12] المناهل: المنهل: الموضع الذي فيه المشرب، لسان العرب: ج 11، ص 681 (نهل).

[13] النياط: عرق علق به القلب من الوتين، لسان العرب: ج 7، ص 418 (نوط).

[14] خفير: أي حافظا ومجيرا، مجمع البحرين: ج 3 ص 291 (خفر).

[15] سجال: السجل: الدلو الضخمة، المملوئة ماء، لسان العرب: ج 11، ص 325

(سجل).

[16] بجس: أي فجر، لسان العرب: ج 6، ص 24 (بجس).

[17] جلابيب: جمع جلبات، وهو ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء... وقيل الجلبات: الملحفة كلما يستتر به من كساء أو غيره. مجمع البحرين: ج 2، ص 23 (جلب).

[18] التقتير: القترة غبرة يعلوها سواد كالدخان، الأقتار: التضييق علي الإنسان في الرزق، لسان العرب: ج 5، ص 71 (قتر).

[19] الغدق: المطر الكثير العام، لسان العرب: ج 1، ص 282 (غدق).

[20] الدوائر: الدائرة: الهزيمة والسوء. وقوله عز وجل: (ويتربص بكم الدوائر) قيل: الموت، أو القتل، لسان العرب: ج 4، ص 297 (دور).

[21] البوادر: البادرة: الغضبة السريعة، لسان العرب: ج 4، ص 49 (بدر).

[22] الكلاكل: الجماعات (أي أصناف عذابك)، المنجد: ص 695 (الكلكل).

[23] قريح: الجريح، لسان العرب: ج 2، ص 557 (قرح).

[24] الأوب: الرجوع، لسان العرب: ج 1، ص 217 (أوب).

[25] الحوبة: الحاجة، لسان العرب: ج 1، ص 337 (حوب).

[26] في المصدر: واحتفالا... واجتهادا... وتثبتا، والظاهر أنها غير صحيحة.

[27] السربال: القميص والدرع، لسان العرب: ج 11، ص 335 (سربل).

[28] التوامك: أتمكها الكلأ: سمنها، لسان العرب: ج 10، ص 407 (تمك).

[29] ثج الماء: سال وثجأ الماء: أساله، المنجد: ص 69 (ثج).

[30] العقوة: الساحة وما حول الدار، لسان العرب: ج 15، ص 79 (عقا).

[31] خمدت النار، تخمد خمودا: سكن لهبها ولم يدفع جمرها، لسان العرب: ج 3، ص 165، ومجمع البحرين: ج 3، ص 45 (خمد) وفي المصدر: أحمد التقوي وهو غير صحيح.

[32] ضاره ضيرا: ضره، لسان العرب: ج 4، ص 495 (ضير).

[33] الطور: الحد بين الشيئين، وعدا طوره، أي جاوز حده وقدره، لسان العرب: ج 4، ص 508 (طور).

[34] الغشم: الظلم والغصب، لسان العرب: ج 12، ص 437 (غشم).

[35] الشأفة: الأصل، لسان العرب: ج 9، ص 168 (شأف).

[36] الحور: الرجوع عن الشئ وإلي الشئ، لسان العرب: ج 4، ص 217 (حور).

[37] الكور: الزيادة، لسان العرب: ج 5، ص 155 (كور).

[38] الدهماء: الدهمة: السوداء المظلمة، لسان العرب: ج 12، ص 209 (دهم).

[39] اللأواء: الشدة والمحنة، المنجد: ص 709 (لأي).

[40] الوعر: المكان الحزن، ضد السهل، لسان العرب: ج 5، ص 285 (وعر).

[41] المفظع: الشديد الشنيع، لسان العرب: ج 8، ص 254 (فظع).

[42] العسوف: عسف فلان فلانا عسفا: ظلمه، لسان العرب: ج 9، ص 245 (عسف).

[43] إمحالك: المحل: المكر والكيد،لسان العرب: ج 11، ص 618 (محل).

[44] مغافصة: غافص الرجل: أخذه علي غرة، لسان العرب: ج 7، ص 61 (غفص).

[45] إسعافك: أسعفه علي الأمر: أعانه، لسان العرب: ج 9، ص 152 (سعف).

[46] الأناة: وفي الحديث: (والرأي مع الأناة) وذلك لأنها ظنه الفكر في الاهتداء إلي وجوه المصالح. مجمع البحرين: ج 1، ص 36 (أنا).

[47] التثبيط: ثبطه عن الشئ تثبيطا، إذا شغله عنه لسان العرب: ج 7، ص 267 (ثبط).

[48] مهج الدعوات: ص 309، س 7.عنه البحار: ج 50، ص 73، ح 2، باختصار.

الدعوات: ص 58، ح 147، مرسلا عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)، أورد القطعة العاشرة لطلب الحوائج. عنه البحار: ج 92، ص 164، ضمن ح 17. مصباح الكفعمي: ص 518، س 12، أورد القطعة الأولي عن الرضا (عليه السلام)، وكذا في البلد الأمين: ص 161، س 19. مستدرك الوسائل: ج 8، ص 132، ح 9232، أورد (المناجاة بالسفر)، وص 58، ح 9066، (المناجاة بطلب الحج) عن كنوز النجاح للشيخ الطبرسي. البحار: ج 91، ص 113، ح 17، عن البلد الأمين، ولم نعثر عليه. قطعة منه في ف 3، ب 2 (أحواله (عليه السلام) مع المأمون)، وف 4، ب 3 (ان أموال الأئمة (عليهم السلام) في الآخرة مذخورة)، وف 5، ب 9 (حكم جعل المهر من غير المال)، وف 7، ب 1،

(موعظته (عليه السلام) في النكاح)، وف 9 ب 3 (ما رواه عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم).

[49] الحج، 22 / 65.

[50] مهج الدعوات: ص 52، س 15.

تقدم الحديث بتمامه في ف 6، ب 2 (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد (عليه السلام))، رقم 771.