بازگشت

في الصدقة


1 - الراوندي (رحمه الله): عن القاسم بن المحسن [قال]: كنت فيما بين مكة والمدينة، فمر بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئا، فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إياه، فلما مضي عني، هبت ريح زوبعة فذهب بعمامتي من رأسي.... فلما دخلت المدينة صرت إلي أبي جعفر ابن الرضا (عليهما السلام)، فقال لي:... تصدقت علي الأعرابي، فشكره الله لك، ورد إليك عمامتك، و: (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) [1] [2] .

(837) 2 - الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قال: ودخل رجل علي محمد بن علي ابن موسي الرضا (عليهم السلام) وهو مسرور، فقال: مالي أراك مسرورا؟ قال: يا ابن رسول الله! سمعت أباك يقول: أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات ومبرات وسد خلات من إخوان له مؤمنين، وإنه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء، لهم عيالات، فقصدوني من بلد كذا وكذا، فأعطيت كل واحد منهم، فلهذا سروري. فقال محمد بن علي (عليهما السلام): لعمري! إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته، أولم تحبطه فيما بعد. فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص!؟

قال: هاه، قد أبطلت برك بإخوانك وصدقاتك.



[ صفحه 364]



قال: وكيف ذاك يا ابن رسول الله!؟

قال له محمد بن علي (عليهما السلام): إقرأ قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي) [3] قال الرجل: يا ابن رسول الله! ما مننت علي القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم. قال له محمد بن علي (عليهما السلام): إن الله عز وجل إنما قال: (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي) ولم يقل: لا تبطلوا بالمن علي من تتصدقون عليه، [وبالأذي لمن تتصدقون عليه] وهو كل أذي. أفتري أذاك للقوم الذين تصدقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقربين حواليك، أم أذاك لنا؟

فقال الرجل: بل هذا يا ابن رسول الله! فقال: فقد آذيتني وآذيتهم، وأبطلت صدقتك.

قال: لماذا؟!

قال: لقولك: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟

ويحك! أتدري من شيعتنا الخلص؟ [قال: لا! قال: شيعتنا الخلص] حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس، الذي قال الله تعالي: [فيه] (وجاء من أقصا المدينة رجل يسعي) [4] وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار، أسويت نفسك بهؤلاء، أما آذيت بهذا الملائكة، وآذيتنا؟

فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، فكيف أقول؟



[ صفحه 365]



قال: قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وموالي أوليائكم. فقال: كذلك أقول، وكذلك أنا يا ابن رسول الله! وقد تبت من القول الذي أنكرته، وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلا لإنكار الله عز وجل. فقال محمد بن علي بن موسي الرضا (عليهم السلام): الان قد عادت إليك مثوبات

صدقاتك، وزال عنها الاحباط [5] .


پاورقي

[1] التوبة: 9 / 120.

[2] الخرائج والجرائح: ج 1، ص 377، ح 6. تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره (عليه السلام) بالوقائع الماضية)، رقم 425.

[3] البقرة: 2 / 264.

[4] يس: 36 / 20.

[5] التفسير المنسوب إلي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ص 314، ح 160.عنه البحار: ج 65، ص 159، ضمن ح 11، ومستدرك الوسائل: ج 7، ص 234 ح 8123، والبرهان: ج 4، ص 20، ح 4. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح عمار) و (مدح مقداد) و (مدح أبي ذر) و (مدح سلمان) وف 4، ب 2، (إن حزقيل النبي من شيعة الأئمة (عليهم السلام))، وف 6، ب 1، (البقرة: 2 / 264) و (يس: 36 / 20).