بازگشت

دعاوه في قنوته


اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، والاخر بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، واخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، وابتدعتنا بحكمتك اختيارا، وبلوتنا بأمرك ونهيك اختبارا، وأيدتنا بالآلات، ومنحتنا بالأدوات، وكلفتنا الطاقة، وجشمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، ونهيت تحذيرا، وخولت كثيرا، وسألت يسيرا فعصي أمرك



[ صفحه 31]



فحلمت، وجهل قدرك فتكرمت. فأنت رب العزة والبهاء، والعظمة والكبرياء، والإحسان والنعماء، والمن والآلاء، والمنح والعطاء، والانجاز والوفاء، ولا تحيط القلوب لك بكنه، ولا تدرك الأوهام لك صفة، ولا يشبهك شئ من خلقك، ولا يمثل بك شئ من صنعتك، تباركت أن تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس، وأني يدرك مخلوق خالقه، وتعاليت يا إلهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا. اللهم أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين،

الذين أضلوا عبادك، وحرفوا كتابك، وبدلوا أحكامك، وجحدوا حقك، وجلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك، وظلما منهم لأهل بيت نبيك عليهم سلامك وصلواتك ورحمتك وبركاتك، فضلوا وأضلوا خلقك، وهتكوا حجاب سترك عن عبادك، واتخذوا اللهم مالك دولا، وعبادك خولا، وتركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة، فأعينهم مفتوحة، وقلوبهم عمية، ولم تبق لهم اللهم عليك من حجة، لقد حذرت اللهم عذابك، وبينت نكالك، ووعدت المطيعين إحسانك، وقدمت إليهم بالنذر فآمنت طائفة. فأيد اللهم الذين آمنوا علي عدوك وعدو أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، وإلي الحق داعين، وللامام المنتظر القائم بالقسط تابعين، وجدد اللهم علي أعدائك وأعدائهم نارك وعذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين. اللهم صل علي محمد وآل محمد، وقو ضعف المخلصين لك بالمحبة، المشايعين لنا بالموالاة، المتبعين لنا بالتصديق والعمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبين ذكرنا عند اجتماعهم، وشد اللهم ركنهم، وسدد لهم اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم وأتمم عليهم نعمتك، وخلصهم واستخلصهم، وسد اللهم فقرهم، والمم اللهم شعث

فاقتهم، واغفر اللهم ذنوبهم وخطاياهم.



[ صفحه 32]



ولا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم، ولا تخلهم أي رب بمعصيتهم، واحفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، والبراءة من أعدائك، إنك سميع مجيب، وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين [1] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: ص 65، س 4 وص 80، س 15.

يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه (عليه السلام) في القنوت)، رقم 765.