بازگشت

احواله مع المأمون


(529) 1 الشيخ الصدوق رحمه الله:... ياسر الخادم، قال:... فوقف [المأمون] علي الرضا عليه السلام وقد أفاق، فقال: يا سيدي! والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي؟ فقدي لك وفراقي إياك؟ أو تهمة الناس لي إني اغتلتك وقتلتك؟



[ صفحه 424]



قال: فرفع طرفه إليه، ثم قال: أحسن يا أمير المؤمنين! معاشرة أبي جعفر عليه السلام فإن عمرك وعمره هكذا وجمع بين سبابتيه... [1] .

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(530) 2 ابن الصباغ: إن أبا جعفر محمد الجواد عليه السلام لما توفي والده أبوالحسن الرضا عليه السلام وقدم الخليفة المأمون إلي بغداد بعد وفاته بسنة.

اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد، فاجتاز بطرف البلد، وثم صبيان يلعبون، ومحمد الجواد عليه السلام واقف عندهم، فلما أقبل المأمون، فر الصبيان،ووقف محمد الجواد عليه السلام وعمره إذ ذاك تسع سنين [2] .

فلما قرب منه الخليفة، نظر إليه، وكان الله تعالي ألقي في قلبه مسحة قبول.

فقال له: يا غلام! ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك؟

فقال له محمد الجواد عليه السلام مسرعا: يا أمير المؤمنين! فر أصحابي فرقا والظن بك حسن، أنه لا يفر منك من لا ذنب له، ولم يكن بالطريق ضيقا فأنتحي [3] عن أمير المؤمنين.

فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته، فقال: ما اسمك يا غلام!؟

فقال: محمد بن علي الرضا عليهما السلام.

فترحم الخليفة علي أبيه، وساق جواده إلي نحو وجهته، وكان معه بزاة الصيد، فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها، وأرسل علي دراجة، فغاب البازي عنه قليلا، ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة، وبها بقاء من الحياة.



[ صفحه 425]



فتعجب المأمون من ذلك غاية العجب، ثم إنه أخذ السمكة في يده، وكر راجعا إلي داره وترك الصيد في ذلك اليوم، وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو.

فلما وصل موضع الصبيان وجدهم علي حالهم، ووجد محمدا معهم،فتفرقوا علي جاري عادتهم إلا محمدا، فلما دنا منه الخليفة، قال: يا محمد!

قال: لبيك يا أمير المؤمنين!

قال: ما في يدي؟

فأنطقه الله تعالي بأن قال: إن الله تعالي خلق في بحر قدرته، المستمسك في الجو ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة الخلفاء، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفي.

فلما سمع المأمون كلامه، تعجب منه وأكثر، وجعل يطيل النظر فيه، وقال:أنت ابن الرضا حقا، ومن بيت المصطفي صدقا.

وأخذه معه وأحسن إليه، وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه، فلم يزل مشفقا به لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنه، ولم يزل المأمون متوفرا علي تبجيله وعطائه وإجلاله وإكرامه [4] .



[ صفحه 426]



3 المسعودي:... عبد الرحمان بن يحيي، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السلام في علته التي مضي فيها، إذ نظر إلي... فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السلام وعليه دراعة بيضاء، معمم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمان! قم إلي غسل مولاك! فضعه علي المغتسل، وغسله بثوبه كغسل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فلما فرغ صلي وصليت معه عليه.

ثم قال لي: يا عبد الرحمان! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلا ينقص عليه شيئا، ولن يستطيع ذلك.

ولم أزل بين يدي سيدي إلي أن انفجر عمود الصبح.

فإذا أنا بالمأمون قد أقبل في خلق كثير فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمان بن يحيي! ما أكذبكم، ألستم تزعمون أنه ما من إمام يمضي إلا وولده القائم مكانه يلي أمره؟ هذا علي بن موسي بخراسان، ومحمد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أما إذا ابتدأتني فاسمع، أنه لما كان أمس، قال لي سيدي كذا وكذا، فوالله ما حضرت صلاة المغرب حتي قضي، فدنوت منه.

فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمان! وحدثته الحديث.

فقال: صفه لي، فوصفته له بحليته، ولباسه، وأريته الحائط الذي خرج منه،فرمي بنفسه إلي الأرض، وأقبل يخور كما يخور الثور، وهو يقول:



[ صفحه 427]



ويلك يا مأمون! ما حالك، وعلي ما أقدمت! لعن الله فلانا وفلانا، فإنهما أشارا علي بما فعلت [5] .

4 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... عن محمد بن الريان، قال: احتال المأمون علي أبي جعفر عليه السلام بكل حيلة فلم يمكنه فيه شئ، فلما اعتل وأراد أن يبني عليه ابنته، دفع إلي مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، إلي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السلام إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت إليهن.

وكان رجل يقال له (مخارق) صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية،فدعاه المأمون.

فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شئ من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار،وجعل يضرب بعوده ويغني، فلما فعل ساعة.

وإذا أبو جعفر عليه السلام لا يلتفت إليه لا يمينا ولا شمالا، ثم رفع إليه رأسه، وقال:

اتق الله يا ذا العثنون!

قال: فسقط المضراب من يده والعود فلم ينتفع بيديه إلي أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله؟

قال: لما صاح بي أبو جعفر، فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا [6] .



[ صفحه 428]



(531) 5 الشيخ المفيد رحمه الله: وروي الحسن بن محمد بن سليمان، عن علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب، قال: لما أراد المأمون أن يزوج ابنته أم الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام بلغ ذلك العباسيين، فغلظ عليهم واستكبروه، وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلي ما انتهي إليه مع الرضا عليه السلام،فخاضوا في ذلك، واجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه.

فقالوا: ننشدك الله يا أمير المؤمنين! أن تقيم علي هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فإنا نخاف أن تخرج به عنا أمرا قد ملكناه الله،وتنزع منا عزا قد ألبسناه.

فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديما وحديثا، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك، من تبعيدهم والتصغير بهم.

وقد كنا في وهلة [7] من عملك مع الرضا ما علمت حتي كفانا الله المهم من ذلك.

فالله! الله! أن تردنا إلي غم قد انحسر [8] عنا، واصرف رأيك عن ابن الرضا، واعدل إلي من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيره.

فقال لهم المأمون: أما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولي بكم، وأما ما كان يفعله من قبلي بهم، فقد كان به قاطعا للرحم، وأعوذ بالله من ذلك، ووالله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا، ولقد سألته أن يقوم بالأمر وأنزعه عن نفسي، فأبي، وكان أمر



[ صفحه 429]



الله قدرا مقدورا.

وأما أبو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريزه [9] علي كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنه، والأعجوبة فيه بذلك، وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه، فيعلموا أن الرأي ما رأيت فيه فقالوا: إن هذا الفتي وإن راقك [10] منه هديه، فإنه صبي لا معرفة له ولا فقه، فأمهله ليتأدب ويتفقه في الدين، ثم اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم: ويحكم! إني أعرف بهذا الفتي منكم، وإن هذا من أهل بيت علمهم من الله، ومواده وإلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر عليه السلام بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله.

قالوا له: قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه، فخل بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شئ من فقه الشريعة، فإن أصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره، وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين،وإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه.

فقال لهم المأمون: شأنكم وذاك متي أردتم.

فخرجوا من عنده، واجتمع رأيهم علي مسألة يحيي بن أكثم، وهو قاضي الزمان علي أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة علي ذلك، وعادوا إلي المأمون فسألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع، فأجابهم إلي ذلك



[ صفحه 430]



فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه، وحضر معهم يحيي بن أكثم،فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السلام دست [11] ويجعل له فيه مسورتان [12] ،ففعل ذلك.

وخرج أبو جعفر عليه السلام وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر [13] ، فجلس بين المسورتين، وجلس يحيي بن أكثم بين يديه، وقام الناس في مراتبهم، والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر عليه السلام.

فقال يحيي بن أكثم للمأمون: أتأذن لي يا أمير المؤمنين! أن أسأل أبا جعفر؟

فقال له المأمون: استأذنه في ذلك.

فأقبل عليه يحيي بن أكثم، فقال: أتأذن لي جعلت فداك، في مسألة؟

قال له أبو جعفر عليه السلام: سل إن شئت.

قال يحيي: ما تقول جعلني الله فداك، في محرم قتل صيدا؟

فقال له أبو جعفر عليه السلام: قتله في حل أو حرم؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟

قتله عمدا أو خطأ؟ حرا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أم معيدا؟

من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم من كباره؟ مصرا علي ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما؟

فتحير يحيي بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع، ولجلج [14] حتي



[ صفحه 431]



عرف جماعة أهل المجلس أمره.

فقال المأمون: الحمد لله علي هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي.

ثم نظر إلي أهل بيته وقال لهم: أ عرفتم الان ما كنتم تنكرونه؟

ثم أقبل علي أبي جعفر، فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر!؟

قال: نعم، يا أمير المؤمنين!

فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك! فقد رضيتك لنفسي، وأنا مزوجك أم الفضل ابنتي، وإن رغم قوم لذلك.

فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته، وصلي الله علي محمد سيد بريته، والأصفياء من عترته.

أما بعد: فقد كان من فضل الله علي الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه:(وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم.) [15]

ثم إن محمد بن علي بن موسي يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد عليهما السلام وهو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوجتني [16] يا أمير المؤمنين بها علي هذا الصداق المذكور؟

قال المأمون: نعم! قد زوجتك يا أبا جعفر! ابنتي علي هذا الصداق المذكور،فهل قبلت النكاح؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: قد قبلت ذلك، ورضيت به.

فأمر المأمون أن يقعد الناس علي مراتبهم في الخاصة والعامة.

قال الريان: ولم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين



[ صفحه 432]



في محاوراتهم، فإذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من الفضة مشدودة بالحبال من الإبريسم علي عجل مملوة من الغالية، فأمر المأمون أن يخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية، ثم مدت إلي دار العامة، فطيبوا منها، ووضعت الموائد فأكل الناس، وخرجت الجوائز إلي كل قوم علي قدرهم.

فلما تفرق الناس وبقي من الخاصة من بقي، قال المأمون لأبي جعفر عليه السلام:

إن رأيت جعلت فداك! أن تذكر الفقه فيما فصلته من وجوه قتل المحرم الصيد لنعلمه ونستفيده؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم! إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل، وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها، فعليه شاة، فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا.

فإذا قتل فرخا في الحل، فعليه حمل قد فطم من اللبن [17] .

وإذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، وقيمة الفرخ.

وإن كان من الوحش، وكان حمار وحش، فعليه بقرة.

وإن كان نعامة، فعليه بدنة [18] .

وإن كان ظبيا، فعليه شاة [19] .

فإن قتل شيئا من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا، هديا بالغ الكعبة.

وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحج، نحره



[ صفحه 433]



بمني.

وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة [20] .

وجزاء الصيد علي العالم والجاهل سواء، وفي العمد له المأثم، وهو موضوع عنه في الخطأ.

والكفارة علي الحر في نفسه، وعلي السيد في عبده، [21] والصغير لا كفارة عليه، وهي علي الكبير واجبة، والنادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، والمصر يجب عليه العقاب في الآخرة [22] .

فقال له المأمون: أحسنت يا أبا جعفر! أحسن الله إليك! فإن رأيت أن تسأل يحيي عن مسألة كما سألك؟

فقال أبو جعفر عليه السلام ليحيي: أسألك؟

قال: ذلك إليك جعلت فداك! فإن عرفت جواب ما تسألني عنه، وإلا استفدته منك.

فقال له أبو جعفر عليه السلام: أخبرني عن رجل: نظر إلي امرأة في أول النهار،فكان نظره إليها حراما عليه.

فلما ارتفع النهار، حلت له.



[ صفحه 434]



فلما زالت الشمس، حرمت عليه.

فلما كان وقت العصر، حلت له.

فلما غربت الشمس، حرمت عليه.

فلما دخل عليه وقت العشاء الآخرة، حلت له.

فلما كان انتصاف الليل، حرمت عليه.

فلما طلع الفجر، حلت له [23] .

ما حال هذه المرأة؟ وبماذا حلت له وحرمت عليه؟

فقال له يحيي بن أكثم: والله! ما أهتدي إلي جواب هذا السؤال، ولا أعرف الوجه فيه، فإن رأيت أن تفيدناه؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في [24] أول النهار، فكان نظره إليها حراما عليه.

فلما ارتفع النهار، ابتاعها من مولاها، فحلت له.

فلما كان عند الظهر، أعتقها، فحرمت عليه.

فلما كان وقت العصر، تزوجها، فحلت له.

فلما كان وقت المغرب، ظاهر منها، فحرمت عليه.

فلما كان وقت العشاء الآخرة، كفر عن الظهار، فحلت له.

فلما كان في نصف الليل، طلقها [25] واحدة، فحرمت عليه.

فلما كان عند الفجر، راجعها، فحلت له.

قال: فأقبل المأمون علي من حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد



[ صفحه 435]



يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب، أو يطرف القول فيما تقدم من السؤال؟

قالوا: لا والله! إن أمير المؤمنين أعلم بما رأي.

فقال لهم: ويحكم! إن أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال.

أما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن عشر سنين، وقبل منه الإسلام وحكم له به، ولم يدع أحدا في سنه غيره، وبايع الحسن والحسين عليهما السلام وهما ابنا دون ست سنين،ولم يبايع صبيا غيرهما، أفلا تعلمون الان ما اختص الله به هؤلاء القوم، وأنهم ذرية طيبة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم.

قالوا: صدقت يا أمير المؤمنين! ثم نهض القوم.

فلما كان من الغد، حضر الناس وحضر أبو جعفر عليه السلام، وصار القواد والحجاب والخاصة والعامة لتهنئة المأمون وأبي جعفر عليه السلام، فأخرجت ثلاثة أطباق من الفضة فيها بنادق مسك وزعفران، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة، وعطايا سنية واقطاعات [26] .

فأمر المأمون بنثرها علي القوم في خاصته، فكان كل من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق له، ووضعت البدر [27] ، فنثر ما فيها علي القواد وغيرهم، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا.



[ صفحه 436]



وتقدم المأمون بالصدقة علي كافة المساكين، ولم يزل مكرما لأبي جعفر عليه السلام، معظما لقدره مدة حياته، يؤثره علي ولده وجماعة أهل بيته [28] .



[ صفحه 437]



(532) 6 ابن شهرآشوب رحمه الله: الخطيب في (تاريخ بغداد) عن يحيي بن أكثم: إن المأمون خطب، فقال: الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيته، ولا إله إلا الله إقرارا بربوبيته، وصلي الله علي محمد عبده وخيرته.



[ صفحه 438]



أما بعد، فإن الله جعل النكاح الذي رضيه لكمال سبب المناسبة.

ألا وإني قد زوجت (زينب) ابنتي من محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام أمهرناها عنه أربعمائة درهم ويقال: إنه عليه السلام كان ابن تسع سنين وأشهر، ولم يزل المأمون متوفرا علي إكرامه وإجلال قدره [29] .

(533) 7 الحضيني رحمه الله: عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن محمد بن علي، عن أيوب السراج، عن محمد بن موسي النوفلي، قال: دخلت علي سيدي أبي جعفر عليه السلام يوم الجمعة عشيا، فوجدت بين يديه، فوجدت أبا هاشم داود بن القاسم الجعفري، وعينا أبي هاشم بهمدان، ورأيت سيدي أبا جعفر مطرقا.

فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن عم؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون علي الله وعلي دمائنا، بالأمس قتل الرضا، والآن يريد قتلي.

فبكيت وقلت: يا سيدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره؟!

قال: ويحك يا ابن العم! الذي أظهره في أبي، أكثر.

فقلت: والله، يا سيدي! إنك لتعلم ما علمه جدك رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقد علم ما علمه المصير وسائر النبيين، وليس لنا حكم، والحكم والامر لك، فإن تستكفي شره فإنه يكفيك



[ صفحه 439]



فقال: ويحك يا ابن العم! فمن يركب إلي الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل، وقد وصل الشرب والطرب إلي ذلك الوقت، وأظهره بشوقه إلي أم الفضل، فيركب ويدخل إلي ويقصد إلي ابنته أم الفضل، وقد وعدها أنها تبات في الحجرة الفلانية في بعد مرقدي بحجرة نومي.

فإذا دخل داري عدل إليها وعهد الخدم ليدخلون إلي مرقدي، فيقولون: إن مولانا المأمون منا، ويشهروا سيوفهم، ويحلفوا أنه لابد نقتله، فأين يحرب منا،ويظهرون إلي.

ويكون هذا الكلام إشعارهم.

فيضعون سيوفهم علي مرقدي ويفعلون كفعل غيلانه في أبي، فلا يضرني ذلك، ولاتصل أيديهم إلي.

ويخيل لهم أنه فعل حق، وهو باطل، ويخرجون مخضبين الثياب، قطرة سيوفهم دما كذبا.

ويدخلون علي المأمون وهو عند ابنته في داري، فيقول: ما وراؤكم؟ فيروه أسيافهم تقطر دما، وثيابهم وأيديهم مضرجة بالدم.

فتقول أم الفضل: أين قتلتموه؟

فيقولون لها: في مرقده.

فتقول لهم: ما علامة مرقده؟

فيصفون لها، فتقول: إي والله! هو، فتقدم إلي رأس أبيها فتقبله وتقول:

الحمد لله الذي أراحك من هذا الساحر الكذاب.

فيقول لها: يا ابنة! لا تعجلي، فقد كان لأبيه علي بن موسي هذا الفعل، فأمرته تفتح الأبواب وقعدت للتعزية، ولقد قتله خدمي أشد من هذه القتلة، ثم ثاب إلي عقلي.



[ صفحه 440]



فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إلي وقال: إنه في محرابه يسبح الله، فتغلق الأبواب ثم تظهر أنها كانت غشية وفاقت الساعة،فاصبري يا بنية، لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة.

فقالت: يا أبي! هذا يكون؟!

قال: نعم! فإذا رجعت إلي داري وراق الصبح فابعثي استأذني عليه، فإن وجدتيه حيا، فادخلي عليه وقولي له:

إن أمير المؤمنين شغب عليه خدمه وأرادوا قتله، فهرب منهم إلي أن سكنوا فرجع، وإن وجدتيه مقتولا، فلا تحدثي أحدا حتي أجيئك، وينصرف إلي داره ترتقب ابنته الصبح.

فإذا اعترض تبعث إلي خادما، فيجدني في الصلاة قائما فيرجع إليها بالخبر فتجئ وتدخل علي وتفعل ما قال أبوها، وتقول: ما منعني أن أجيئك بليلتي إلا أمير المؤمنين إلي أن أقول والله الموفق هاهنا من هذا الموضع يقول انصرف وتبعث له، وهذا خبر المأمون بالتمام [30] .

8 السيد بن طاووس رحمه الله:... حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي ابن جعفر عمة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام قالت:... قالت أم عيسي [زوجة الجواد عليه السلام]:... كنت أغار عليه كثيرا، وأراقبه أبدا، وربما يسمعني الكلام،فأشكو ذلك إلي أبي فيقول: يا بنية! احتمليه، فإنه بضعة من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت علي جارية فسلمت، فقلت: من أنت؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمار بن ياسر، وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن



[ صفحه 441]



علي الرضا زوجك!

فدخلتني من الغيرة مالا أقدر علي احتمال ذلك، فهممت أن أخرج وأسيح في البلاد، وكاد الشيطان أن يحملني علي الإساءة إليها، فكظمت غيظي،وأحسنت رفدها وكسوتها.

فلما خرجت من عندي المرأة، نهضت ودخلت علي أبي، وأخبرته بالخبر،وكان سكرانا لا يعقل، فقال: يا غلام! علي بالسيف.

فاتي به، فركب وقال: والله! لأقتلنه.

فلما رأيت ذلك، قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي وبزوجي، وجعلت ألطم حر وجهي، فدخل عليه والدي وما زال يضربه بالسيف حتي قطعه، ثم خرج من عنده، وخرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلما ارتفع النهار، أتيت أبي فقلت: أتدري ما صنعت البارحة؟!

قال: وما صنعت؟

قلت: قتلت ابن الرضا!

فبرق عينه، وغشي عليه. ثم أفاق بعد حين، وقال: ويلك! ما تقولين؟

قلت: نعم! والله يا أبت! دخلت عليه ولم تزل تضربه بالسيف حتي قتلته.

فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا، وقال: علي بياسر الخادم.

فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون، وقال: ويلك ما هذا الذي تقول هذه ابنتي؟

قال: صدقت يا أمير المؤمنين!

فضرب بيده علي صدره وخده، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا بالله وعطبنا، وافتضحنا إلي آخر الأبد. ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر والقصة عنه؟

وعجل علي بالخبر، فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر، وأنا ألطم حر وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر.



[ صفحه 442]



فقال: البشري يا أمير المؤمنين!

قال: لك البشري! فما عندك؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس وعليه قميص ودواج، وهو يستاك، فسلمت عليه وقلت: يا ابن رسول الله، أحب أن تهب لي قميصك هذا أصلي فيه وأتبرك به. وإنما أردت أن أنظر إليه وإلي جسده هل به أثر السيف، فوالله كأنه العاج الذي مسه صفرة، ما به أثر.

فبكي المأمون طويلا، وقال: ما بقي مع هذا شئ، إن هذا لعبرة للأولين والآخرين.

وقال: يا ياسر! أما ركوبي إليه وأخذي السيف ودخولي عليه، فإني ذاكر له، وخروجي عنه فلست أذكر شيئا غيره، ولا أذكر أيضا انصرافي إلي مجلسي، فكيف كان أمري وذهابي إليه، لعن الله علي هذه الابنة لعنا وبيلا.

تقدم إليها وقل لها: يقول لك أبوك: والله! لئن جئتني بعد هذا اليوم، وشكوت منه أو خرجت بغير إذنه، لأنتقمن له منك.

ثم سر إلي ابن الرضا، وأبلغه عني السلام، واحمل إليه عشرين ألف دينار،وقدم إليه الشهري الذي ركبته البارحة.

ثم مر بعد ذلك الهاشميين أن يدخلوا عليه، بالسلام، ويسلموا عليه.

قال ياسر: فأمرت لهم بذلك، ودخلت أنا أيضا معهم وسلمت عليه، وأبلغت التسليم، ووضعت المال بين يديه، وعرضت الشهري عليه.

فنظر عليه السلام إليه ساعة، ثم تبسم فقال: يا ياسر! هكذا كان العهد بيننا وبينه، حتي يهجم علي بالسيف؟! أما علم أن لي ناصرا وحاجزا يحجز بيني وبينه؟

فقلت: يا سيدي! يا ابن رسول الله! دع عنك هذا العتاب، واصفح والله،وحق جدك رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما كان يعقل شيئا من أمره، وما علم أين هو من



[ صفحه 443]



أرض الله، وقد نذر لله نذرا صادقا، وحلف أن لا يسكر بعد ذلك أبدا، فإن ذلك من حبائل الشيطان، فإذا أنت يا ابن رسول الله أتيته، فلا تذكر له شيئا،ولا تعاتبه علي ما كان منه.

فقال عليه السلام: هكذا كان عزمي ورأيي، والله.

ثم دعا بثيابه، ولبس ونهض، وقام معه الناس أجمعون حتي دخل علي المأمون. فلما رآه قام إليه وضمه إلي صدره، ورحب به، ولم يأذن لأحد في الدخول عليه، ولم يزل يحدثه ويستأمره.

فلما انقضي ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبيك وسعديك!

قال: لك عندي نصيحة فاقبلها!

قال المأمون: بالحمد والشكر، فما ذاك يا ابن رسول الله؟

قال: أحب لك أن لا تخرج بالليل، فإني لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس، وعندي عقد تحصن به نفسك، وتحرز به من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات، كما أنقذني الله منك البارحة.

ولو لقيت به جيوش الروم والترك، واجتمع عليك، وعلي غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيأ لهم منك شئ بإذن الله الجبار، وإن أحببت بعثت به إليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك.

قال: نعم! فاكتب ذلك بخطك وابعثه إلي.

قال: نعم!

قال ياسر: فلما أصبح أبو جعفر عليه السلام بعث إلي فدعاني، فلما صرت إليه وجلست بين يديه، دعا برق ظبي من أرض تهامة، ثم كتب بخطه هذا العقد.



[ صفحه 444]



ثم قال: يا ياسر! احمل هذا إلي أمير المؤمنين وقل له: حتي يصاغ له قصبة من فضة منقوش عليها ما أذكره بعده.

فإذا أراد شده علي عضده، فليشده علي عضده الأيمن. وليتوضأ وضوء حسنا سابغا، وليصل أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وسبع مرات آية الكرسي، وسبع مرات (شهد الله) وسبع مرات (والشمس وضحيها)، وسبع مرات (والليل إذا يغشي)، وسبع مرات (قل هو الله أحد).

فإذا فرغ منها فليشده علي عضده الأيمن عند الشدائد والنوائب، يسلم بحول الله وقوته من كل شئ يخافه ويحذره، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، ولو أنه غزي أهل الروم وملكهم، لغلبهم بإذن الله، وبركة هذا الحرز.

وروي: أنه لما سمع المأمون من أبي جعفر عليه السلام في أمر هذا الحرز وهذه الصفات كلها، غزي أهل الروم فنصره الله تعالي عليهم، ومنح منهم من المغنم ما شاء الله، ولم يفارق هذا الحرز عند كل غزاة ومحاربة، وكان ينصره الله عز وجل بفضله، ويرزقه الفتح بمشيته، إنه ولي ذلك بحوله وقوته... [31] .

9 السيد بن طاووس رحمه الله:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:حدثنا أبي:... لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام ابنته، كتب عليه السلام إليه: أن لكل زوجة صداقا من مال زوجها، وقد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة، مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجلة في الدنيا،وكثر ههنا، وقد أمهرت ابنتك الوسائل إلي المسائل... [32] .



[ صفحه 445]



10 الحضيني رحمه الله:... صالح بن محمد بن داود اليعقوبي قال: لما توجه أبو جعفر عليه السلام لاستقبال المأمون وقد أقبل من نواحي الشام، وأمر أن يعقد ذنب دابته، وذلك في يوم صائف شديد الحر... [33] .

(534) 11 الطبرسي رحمه الله: وكان المأمون مشعوفا بأبي جعفر عليه السلام، لما قد رأي من فضله مع صغر سنه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل، ما لم يساوه فيه أحد من أهل ذلك الزمان.

فزوجه بابنته أم الفضل، وحملها معه إلي المدينة، وكان متوفرا علي كرامة تعظيمه وإجلاله قدره [34] .

(535) 12 الطبرسي رحمه الله: وكان في أيام إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السلام]بقية ملك المأمون، ثم ملك المعتصم ثماني سنين وأشهرا.

وهو الذي بني مدينة سر من رأي، وجلب الأطراف.

وفي أول ملكه، استشهد ولي الله صلوات الله عليه [35] .

(536) 13 سبط ابن الجوزي: قال الصولي:

فاجتمع بنو العباس إلي زينب بنت سليمان علي بن عبد الله بن عباس وكانت في القعدد والسؤدد مثل المنصور فسألوها ان تدخل علي المأمون، وتسأله الرجوع إلي لبس السواد، وترك



[ صفحه 446]



الخضرة والأضراب مثل ما كان عليه، لأنه عظم بعد موت علي بن موسي أن يعهد إلي محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام [36] .

(537) 14 أبو الفرج الأصبهاني: وزوج المأمون ابنته أم الفضل محمد بن علي بن موسي عليهم السلام علي حلكة لونه وسواده.

ونقلها إليه فلم تزل عنده [37] .


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2، ص 241، ضمن ح 1.عنه البحار: ج 49، ص 299، ح 9، وإثبات الهداة: ج 3، ص 280، ح 96، قطعة منه.

[2] في كشف الغمة: إحدي عشرة سنة فما حولها.

[3] تنحي عن موضعه، اعتزل، أقرب الموارد: ج 2، ص 1280، (نحا).

[4] الفصول المهمة: ص 266، س 16.عنه إحقاق الحق: ج 12، ص 420، س 5، وإثبات الهداة: ج 3، ص 351، س 5، وحلية الأبرار: ج 4، ص 568، ح 2.كشف الغمة: ج 2، ص 344، س 2، بتفاوت.عنه البحار: ج 50، ص 91، ح 6، و ج 56، ص 339، ح 6.المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 19، بتفاوت.عنه البحار: ج 50، ص 56، ضمن ح 31، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 385، ح 2393،وحلية الأبرار: ج 4، ص 567، ح 1.مناقب أهل البيت: ص 285، س 4.قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السلام بالوقائع الماضية)، وف 3، ب 1، (وقوفه عليه السلام عند الصبيان الذين يلعبون)، وف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السلام مع المأمون).

[5] إثبات الوصية: ص 215، س 20.تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طي الأرض له إلي خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السلام)، رقم 377.

[6] الكافي: ج 1، ص 494، ح 4.تقدم الحديث في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السلام في رجل يقال له مخارق)، رقم 405.

[7] وهل وهلا (غلط فيه ونسيه)... والوهلة المرة من الفزع. تاج العروس: ج 8، ص 160 (وهل).

[8] حسرا بفتح فسكون: كشفه... فانحسر الشئ حسورا: أي انكشف، وفي الصحاح:الانحسار: الانكشاف. تاج العروس: ج 3، ص 139 (حسر).

[9] برز، تبريزا: أفاق علي أصحابه فضلا أو شجاعة. تاج العروس: ج 4، ص 6 (برز).

[10] الروق: الأعجاب بالشئ... (الحب الخالص). تاج العروس: ج 6، ص 363(روق).

[11] الدست: هي الوسادة كما في أقرب الموارد.

[12] المسور كمنبر: هو متكأ من أدم كالمسورة. تاج العروس: ج 3، ص 284 (سور).

[13] في دلائل الإمامة: له ست عشر سنة، وفي تفسير القمي: ولأبي جعفر عليه السلام يومئذ عشرة سنين أو أحد عشرة سنة.

[14] التلجلج واللجلجة: التردد في الكلام. تاج العروس: ج 2، ص 92 (لج).

[15] النساء: 4 / 3.

[16] في المصدر والاحتجاج: فهل زوجته، وهو تصحيف.

[17] في تفسير القمي: فعليه جمل قد فطم، وليس عليه قيمته لأنه ليس في الحرم.

[18] في تفسير القمي: وإذا كان من الوحش فعليه في حمار الوحش بدنة وكذلك في النعامة فإن لم يقدر فعليه إطعام ستين مسكينا، فإن لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما، وإن كانت بقرة فعليه بقرة، فإن لم يقدر فعليه إطعام ثلاثين مسكينا، فمن لم يقدر فليصم تسعة أيام.

[19] في تفسير القمي زيادة: فإن لم يقدر، فإطعام عشرة مساكين، فإن لم يقدر، فصيام ثلاثة أيام.

[20] في تفسير القمي زيادة: ويتصدق بمثل ثمنه حتي يكون مضاعفا، وكذلك إذا أصاب أرنبا فعليه شاة، وإذا قتل حمامة، تصدق بدرهم أو يشتري به طعاما لحمامة الحرم، وفي الفرخ،نصف درهم، وفي البيضة، ربع درهم.

[21] في تفسير القمي زيادة: وكلما أتي به العبد، فكفارته علي صاحبه بمثل ما يلزم صاحبه.

[22] في تفسير القمي زيادة: وإن دل علي الصيد وهو محرم، فقتل، فعليه الفداء، والمصر عليه، يلزمه بعد الفداء، عقوبة في الآخرة، والنادم عليه، لا شئ عليه بعد الفداء، وإذا أصاب ليلا في وكرها خطأ، فلا شئ عليه إلا أن يتعمده، فإن تعمد بليل أو نهار، فعليه الفداء.

[23] في المناقب زيادة: وعند ارتفاع النهار حرمت، وعند الظهر حلت.

[24] في الفصول المهمة لابن الصباغ: نظر إليها بعض من الناس في أول النهار بشهوة.

[25] في الاحتجاج: طلقها تطليقة واحدة.

[26] أقطعته قطيعة: أي طائفة من أرض الخراج، والقطائع: اسم لما لا ينقل من المال كالقري والأراضي والأبراج والحصون. ومنه الحديث: قطائع الملوك كلها للأمام. مجمع البحرين: ج 4، ص 381 (قطع).

[27] في الحديث عن جابر إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أتي ببدر فيه خضرات من البقول قال ابن وهب يعني بالبدر (الطبق) شبه بالبدر لاستدارته، وقال الأزهري: سمي بدرا لأنه مدور. تاج العروس: ج 3، ص 34 (بدر).

[28] الإرشاد: ص 319، س 18. عنه كشف الغمة: ج 2، ص 353، س 16، مرسلا وبتفاوت، والبحار: ج 50، ص 79، س 11، وحلية الأبرار: ج 4، ص 553، س 4، وأعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 22، والأنوار البهية: ص 255، س 3، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 347، ح 2376، ووسائل الشيعة: ج 21،ص 108، ح 26651، قطعة منه.

الإحتجاج للطبرسي: ج 2، ص 469، ح 322، مرسلا عن الريان بن شبيب، بتفاوت.

عنه البحار: ج 50، ص 74، ح 3، و ج 96، س 149، ح 7، قطعة منه، و ج 100، ص 272،س 16، ووسائل الشيعة: ج 13، ص 14، ح 17127، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: ج 14،ص 209، ح 14519.من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 252، ح 1199، قطعة منه، بتفاوت.عنه الوافي: ج 21، ص 399، ح 21434، ووسائل الشيعة: ج 20، ص 261، ح 25575.عيون المعجزات: ص 123، س 22، مرسلا عن الريان بن شبيب، باختلاف واختصار.تفسير القمي: ج 1، ص 182، س 11، عن محمد بن الحسين (الحسن) عن محمد بن عون النصيبي، بتفاوت.عنه نور الثقلين: ج 1، ص 673، ح 368، والبحار: ج 10، ص 381، ح 1، و ج 50، ص 79، س 9، مثله، و ج 96، ص 148، ح 6، قطعة منه.الاختصاص: ص 98، س 10، عن علي بن إبراهيم، مرفوعا، بتفاوت،عنه البحار: ج 10، ص 384، س 16، مثله.الصواعق المحرقة: ص 206، س 13، قطعة منه.عنه إحقاق الحق: ج 19، ص 587، س 8.تحف العقول: ص 451، س 5، مرسلا كما في تفسير القمي.عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 15، ح 17118، قطعة منه، و ج 21، ص 109، ح26652، قطعة منه، والبحار: ج 10، ص 384، س 15.ينابيع المودة: ج 3، ص 125، س 9.روضة الواعظين: ص 261، س 20، مرسلا بتفاوت.إحقاق الحق: ج 12، ص 422، س 6، عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا (المخطوط) ص 184.المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 23، مرسلا عن الريان بن شبيب ويحيي الزيات، قطعة منه.إثبات الوصية: ص 223، س 18، مرسلا عن علي بن إبراهيم، بتفاوت.عنه مستدرك الوسائل: ج 9، ص 253، ح 10837، و ج 14، ص 210، ح 16520،وأعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 9.مفتاح الفلاح: ص 486، س 7، قطعة منه.كتاب ألقاب الرسول وعترته عليهم السلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 227، س 14،باختصار.الثاقب في المناقب: ص 505، ح 433، باختصار.الصراط المستقيم: ج 2، ص 175، س 10، باختصار.مكارم الأخلاق: ص 196، س 13، مرسلا، قطعة منه.عنه وسائل الشيعة: ج 21، ص 249، ح 27010، والبحار: ج 100، ص 265، ح 5.الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 267، س 15، قطعة منه، مرسلا بتفاوت.دلائل الإمامة: ص 391، ح 345، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله، عن أبي النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن محمد بن المحمودي عن أبيه.... عنه البحار: ج 100، ص 271، ح 22، ومستدرك الوسائل: ج 14، ص 312، ح 16799، و ج 15، ص 63، ح 17544.الخرائج والجرائح: ج 2، ص 947، س 2، أشار إلي مضمونه.مناقب أهل البيت عليهم السلام: ص 286، س 4، قطعة منه.إعلام الوري: ج 2، ص 101، س 8، بتفاوت.قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته أم الفضل)، وف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء وغيرهم في مدحه)، وف 3، ب 1، (دخوله وجلوسه عليه السلام في المجالس)، (تزويجه عليه السلام بأم الفضل وله تسع سنين)، وف 4، ب 3، (صداق فاطمة عليها السلام)، وف 5، ب 7، (كفارات الصيد في الحل والحرم)، وب 9، (كيفية اجراء العقد)، (مهر السنة)، (حكم من اشتري أمة ثم أعتقها)، وب 10 (طلاق الرجعة)، (حكم من ظاهر عن امرأته ثم كفر)، وف 6، ب 1 (سورة النور 24 / 32)، وف 8، ب 1 (احتجاجه عليه السلام مع يحيي بن أكثم).

[29] المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10.عنه البحار: ج 50، ص 73، ح 1.مكارم الأخلاق: ص 197، س 10.قطعة منه في ف 1، ب 4 (زوجته أم الفضل)، وب 5 (سنه عليه السلام حين التزويج بأم الفضل).

[30] الهداية الكبري: ص 304، س 18.قطعة منه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته أم الفضل)، وف 2، ب 4، (إخباره عليه السلام عن الوقائع الآتية)، (عدم تأثير السيف عليه)، وف 4، ب 3، (قاتله [أي الرضا عليه السلام] المأمون).

[31] مهج الدعوات: ص 52، س 15.يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السلام)، رقم 771.

[32] مهج الدعوات: ص 309، س 7.يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي مأمون العباسي)، رقم 956.

[33] الهداية الكبري: ص 300، س 4.تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية)، رقم 430.

[34] تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 2.كشف الغمة: ج 2، ص 353، س 11 وص 370، س 4.قطعة منه في ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء وغيرهم في مدحه عليه السلام).

[35] تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 7، ح 13.

[36] تذكرة الخواص: ص 318، س 25.

[37] مقاتل الطالبيين: ص 456، س 17.نزهة الجليس: ج 1، ص 402، س 3، مثله.