بازگشت

في عفوه وترحمه


1 السيد بن طاووس رحمه الله:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي بن جعفر عمة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام، قالت:... إذ قالت أم عيسي:



[ صفحه 406]



ألا أخبرك بشئ عجيب وأمر جليل فوق الوصف والمقدار؟....

فقال [المأمون]: يا غلام! علي بالسيف. فأتي به، فركب وقال: والله لأقتلنه![أي الجواد عليه السلام] فلما رأيت ذلك، قلت: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ما صنعت بنفسي وبزوجي، وجعلت ألطم حر وجهي، فدخل عليه والدي، وما زال يضربه بالسيف حتي قطعه.

ثم خرج من عنده، وخرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلما ارتفع النهار، أتيت أبي، فقلت: أتدري ما صنعت البارحة؟

قال: وما صنعت؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السلام، فبرق عينه، وغشي عليه، ثم أفاق بعد حين وقال: ويلك ما تقولين؟

قلت: نعم! والله يا أبت! دخلت عليه ولم تزل تضربه بالسيف حتي قتلته.

فاضطرب من ذلك، اضطرابا شديدا، وقال: علي بياسر الخادم!

فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون وقال:... ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر والقصة عنه عليه السلام؟ وعجل علي بالخبر، فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر وأنا ألطم حر وجهي.

فما كان بأسرع من أن رجع ياسر، فقال: البشري يا أمير المؤمنين.

قال: لك البشري! فما عندك؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس، وعليه قميص ودواج وهو يستاك، فسلمت عليه وقلت:... فإذا أنت يا ابن رسول الله أتيته فلا تذكر له شيئا، ولا تعاتبه علي ما كان منه.



[ صفحه 407]



فقال عليه السلام: هكذا كان عزمي ورأيي، والله!

ثم دعا بثيابه، ولبس ونهض، وقام معه الناس أجمعون حتي دخل علي المأمون.

فلما رآه قام إليه وضمه إلي صدره، ورحب به، ولم يأذن لأحد في الدخول عليه، ولم يزل يحدثه ويستأمره.

فلما انقضي ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبيك وسعديك!

قال: لك عندي نصيحة، فاقبلها.

قال المأمون: بالحمد والشكر، فما ذاك يا ابن رسول الله!؟

قال: أحب لك أن لا تخرج بالليل فإني لا آمن عليك من هذا الخلق... [1] .

2 الراوندي رحمه الله:... عن ابن أورمة، قال: إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي عليهما السلام زورا، واكتبوا أنه أراد أن يخرج.

ثم دعاه، فقال: إنك أردت أن تخرج علي؟... فرفع أبو جعفر عليه السلام يده،فقال: اللهم! ان كانوا كذبوا علي، فخذهم....

فقال المعتصم: يا ابن رسول الله! إني تائب مما فعلت....

فقال: اللهم! سكنه، وإنك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي، فسكن [2] .



[ صفحه 408]



3 الشيخ الطوسي رحمه الله:... أحمد بن محمد وعبد الله بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السلام... وإنما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب والفضة التي قد حال عليها الحول، ولم أوجب عليهم ذلك في متاع ولا آنية... تخفيفا مني عن موالي، ومنا مني عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم... [3] .

4 أبو جعفر الطبري رحمه الله:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلي أبي جعفر عليه السلام:... وكان ممن خرج مع الجماعة علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش،قال: حملت معي إليه عليه السلام من الآلة التي للصبيان... فدخلت فسلمت، فرد علي، السلام، وفي وجهه الكراهة، ولم يأمرني بالجلوس.

فدنوت منه، وفرغت ما كان في كمي بين يديه، فنظر إلي نظر مغضب، ثم رمي يمينا شمالا.

ثم قال: ما لهذا خلقني الله، ما أنا واللعب؟!

فاستعفيته، فعفي عني... [4] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: ص 52، س 15.يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السلام)، رقم 771.

[2] الخرائج والجرائح: ج 2، ص 670، ح 18.تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السلام علي المعتصم ووزرائه)، رقم 375.

[3] الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198.يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي علي بن مهزيار)، رقم 936.

[4] دلائل الإمامة: ص 401، ح 360.تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السلام عما في الضمير)، رقم 417.