بازگشت

اخباره بالوقائع العامة


(438) 1 الحضيني رحمه الله: وعن محمد بن أبان، عن خالد العطار الكوفي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السلام [1] قال: كنت في داره ببغداد وأنا جالس بين يديه إذ دخل عليه ياسر الخادم، فرحب به وقربه ثم قال: يا سيدي! ستنا أم جعفر تستأذنك بالمسير إلي أم الفضل للسلام عليك و عليها، وقد استأذنت.

فقال له: قل لها: أقبلي إليه بالرحب والسعة، فمضي الخادم وقمت وأنا أقول في نفسي: إنه ليس هذا وقت جلوس أم جعفر تصير إليه أم الفضل.

فقال عليه السلام لي: اجلس يا أبا هاشم! فإن أم جعفر تحضر وتري ما يجب،فجلست وانصرفت أم جعفر، فأذنت عليه قبل أذانها علي أم الفضل.



[ صفحه 304]



فقال للخادم: قل لها: يحضرني إلا من يحتشم بنا وهو أبو هاشم الجعفري ابن عمك، فاستحيت واعتزلت بجانب حيث لا أراهم، واسمع كلامهم، فدخلت وسلمت عليه، واستأذنته بالدخول علي أم الفضل بنت المأمون زوجته.

فأذن لها، فما لبث أن عادت إليه فقالت له: يا سيدي إني لأحب أن أراك وأم الخير بموضع واحد لتقر عيني وأفرح وأعرف أمير المؤمنين اجتماعكما فيفرح.

فقال: أدخلي إليها، فإني تابعك في الأثر، فدخلت أم الخير، فقدمت نعليه ودخل والستور تشتال بين يديه.

فما لبث أن أسرع راجعا وهو يقول:(فلما رأينه أكبرنه) [2] وجلس،وخرجت أم جعفر فقالت: يا سيدي! ما حدث إلا خيرا ما رأيت وما حضرت إلا خيرا، ولم لا تجلس؟ فما الذي حدث؟

فقال: يا أم جعفر! حدث مالا يصح أن أعيده عليك، فارجعي إلي أم الفضل فاسأليها بينك وبينها فإنها تخبرك ما حدث منها ساعة دخولي إليها فإنه من سر النساء.

فأعادت أم جعفر علي أم الخير ما قاله عليه السلام فقالت لها: يا عمة! ما الذي حدث مني؟

قلت: يا بنية! ما أعلم ما هو، فحلفت اني ما أحضرت إلا خيرا، وظننت أنه رأي في وجهك كرها.

فقالت: لا والله، يا عمة! ما تبين بوجهي كرها ولا علمت ما حدث فارجعي إليه اسأليه أن يخبرك.



[ صفحه 305]



فقلت: يا ابنة! إنه قال: إنه من سر النساء.

فقالت أم الخير: كيف لا أدعو علي أبي وقد زوجني ساحرا، فقالت لها:

يا بنية! لا تقولي هذا، فلئن في أبيك ولا فيه أريني فما الذي حدث؟

قالت: يا عمة، والله! ما هو طلع حقا إلا انعزلت إلي الصلاة وحدث مني ما يحدث من النساء، فضربت يدي إلي أثوابي، وضممتها.

فخرجت أم جعفر إليه، وقالت: يا سيدي! أنت تعلم الغيب؟! قال: لا!

قالت: من لك بأن تعلم ما حدث من أم الخير مما لا يعلمه إلا الله وهي في الوقت؟

فقال لها: نحن من علم الله علمنا، وعن الله نخبر.

قالت له: ينزل عليك الوحي؟

قال: لا! قالت: من أين لك علم ذلك؟!

قال: من حيث لا تعلمين وسترجعين إلي من تخبرينه بما كان فيقول لك:

لا تعجبي فإن فضله وعلمه فوق ما تظنين.

فخرجت أم جعفر ودنوت منه وقلت له: قد سمعتك وأنت تقول(فلما رأينه أكبرنه). فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهن يوسف لما رأينه والاكبار مما حدث من أم الفضل فعلمت أنه الحيض [3] .



[ صفحه 306]



(439) 2 الحضيني رحمه الله: عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن علي بن بشر، عن أبي عمران موسي بن زيد، عن يحيي بن أبي عمران، قال: إن موسي ابن جعفر الداري، قال: وردنا جماعة من أهل الري إلي بغداد نريد أبا جعفر عليه السلام، فدللنا عليه، ومعنا رجل من أهل الري زيدي يظهر لنا الإمامة، فلما دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام سألناه عن مسائل قصدنا بها.

وقال أبو جعفر لبعض غلمانه: خذ بيد هذا الرجل الزيدي وأخرجه.

فقام الرجل علي قدميه، وقال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأن عليا أمير المؤمنين، وأن آباءك الأئمة، وأثبت لك الحجة لله في هذا العصر.

فقال له: اجلس! فقد استحقيت [4] بترك الضلال الذي كنت عليه، وتسليمك الأمر إلي من جعله له يسمع ولا يمنع [5] .

فقال الرجل: والله، يا سيدي! إني أدين لله بإمامة زيد بن علي منذ أربعين سنة، ولا أظهر للناس غير مذهب الإمامة، فلما علمت مني مالا يعلمه إلا الله، أشهد أنك الإمام والحجة [6] .



[ صفحه 307]



(440) 3 الحضيني رحمه الله: عن الحسين بن داود السعدي، عن أبي هاشم داود ابن القاسم الجعفري، قال:دخلت علي أبي جعفر عليه السلام ومعي ثلاث رقاع غير مترجمة، ولا عليها اسم لأصحابها، فاشتبهت علي، فتناول إحداها وقال: هذه رقعة زيد بن شهاب [7] .

ثم تناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن جعفر [8] ، ثم أخذ الثالثة وقال:هذه رقعة علي بن الحسين [9] فسماهم والله وسمي آباءهم، ووقع فيها بالذي سألوا، فأخذتها ونهضت. فنظر إلي وتبسم، لأنه علم بسروري بتلك الدلائل.ثم أعطاني ثلاثمائة دينار وأمر بحملها إلي علي بن الحسين بن إبراهيم بن



[ صفحه 308]



موسي بن عمه، وقال: يقول لك: دلني علي [10] حريف يعرف ليشتري بها متاعا.

فدللت عليه، فكلمني جمال أن أسأله عليه السلام أن يدخله في خدمته، فجئت به باب الدار فأوقفته ودخلت علي أبي جعفر عليه السلام لأكلمه في أمره، فوجدته علي مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه وشيعته، فلم يمكنني كلامه.

فقال عليه السلام: يا أبا هاشم! اجلس فكل. وأخذ بيده طعاما فوضعه بين يدي، فأكلت، ثم ابتدأ من غير أن أسأله ولا أذكر له الجمال.

فقال: يا غلام! انظر الجمال الذي أتانا به أبو هاشم، وأنه واقف بالباب، فضمه في خدمتنا وطاعتنا [11] .



[ صفحه 309]



(441) 4 الراوندي رحمه الله إنهم [12] قالوا: كتبنا إليه [أي أبي جعفر الثاني] عليه السلام رقاعا في حوائج لنا، وكتب رجل من الواقفة رقعة جعلها بين الرقاع، فوقع الجواب بخطة في الرقاع، إلا في رقعة الواقفي، لم يجب فيها بشئ [13] .

(442) 5 ابن حمزة الطوسي رحمه الله: عن محمد بن القاسم، عن أبيه وعن غير واحد من أصحابنا: أنه قد سمع عمر بن الفرج، أنه قال: سمعت من أبي جعفر عليه السلام شيئا، لو رآه محمد أخي لكفر.

فقلت: وما هو أصلحك الله؟

قال: إني كنت معه يوما بالمدينة إذ قرب الطعام.

فقال: أمسكوا. فقلت: فداك أبي، قد جاءكم الغيب؟!

فقال: علي بالخباز.

فجئ به فعاتبه، وقال: من أمرك أن تسمني في هذا الطعام؟

فقال له: جعلت فداك! فلان. ثم أمر بالطعام، فرفع، وأتي بغيره [14] .

(443) 6 الصفار رحمه الله: حدثنا معاوية بن حكيم، عن شعيب ابن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له:يا خراساني! تعرف وادي كذا، وكذا؟ قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا؟



[ صفحه 310]



قال: نعم! [قال]: من ذلك يخرج الدجال.

قال: ثم دخل علي رجل من أهل اليمن فقال له: يا يماني، أتعرف شعب كذا وكذا؟

قال: نعم!

قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا، وكذا؟

قال له: نعم! قال له: تعرف صخرة تحت الشجرة؟

قال: له: نعم! قال فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسي علي محمد صلي الله عليه وآله وسلم [15] .


پاورقي

[1] في البحار: أبي جعفر الثاني عليه السلام، وكذا في مدينة المعاجز.

[2] يوسف: 12 / 31.

[3] الهداية الكبري: ص 303، س 7.عنه وعن مشارق أنوار اليقين، حلية الأبرار: ج 4، ص 575، ح 2، مرسلا بتفاوت.مشارق الأنوار اليقين: ص 98، س 27.عنه البحار: ج 50، ص 83، ح 7، واثبات الهداة: ج 3، ص 340، ح 34، ومدينة المعاجز:ج 7، ص 401، ح 2411.قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السلام)، وف 3، ب 1، (اعتزاله عليه السلام عن أم الفضل لوقوع الحيض)، وف 4، ب 3، (إن الأئمة عليهم السلام خزان علم الله)، وف 6، ب 1، (يوسف: 12 / 31).

[4] في مدينة المعاجز: فقد استحققت.

[5] في مدينة المعاجز: إلي من جعله الله له أن تسمع ولا تمنع.....

[6] الهداية الكبري ص 302، س 2.عنه اثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 48، قطعه منه، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 411،ح 2418، بتفاوت آخر لم نذكره.الخرائج والجرائح: ج 2، ص 669، ح 12، قطعة منه.عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 14.الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 16، قطعة منه.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 77.الثاقب في المناقب: ص 519، ح 450، عن الحسن بن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه.دلائل الإمامة: ص 403، ح 364، عن عباس بن سندي الهمداني، عن علي، عن الحسن ابن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه.

عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 343، ح 2372.قطعة منه في ف 3، ب 1، (معاشرته عليه السلام مع سائر الفرق الإسلامية).

[7] في المناقب والإرشاد، وكشف الغمة: ريان بن شبيب، وكذا في الإرشاد، وكشف الغمة، وفي الكافي: زياد ابن شبيب، وكذا في إثبات الهداة.

[8] في المناقب: محمد بن أبي حمزة، وفي الكافي: فلان، وكذا في الإرشاد، وإثبات الهداة، وكشف الغمة.

[9] في المناقب: فلان، وكذا في كشف الغمة والبحار.

[10] الحريف: فلان حريفي أي معاملي، لسان العرب: ج 9، ص 44، (حرف).

[11] الهداية الكبري: ص 299، س 14.الكافي: ج 1، ص 495، ح 5، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد. عن داود بن القاسم الجعفري، بتفاوت.عنه الوافي: ج 3، ص 827، ح 1438، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 304، ح 2341،وإثبات الهداة: ج 3، ص 332، ح 8 و 9 و 10، وحلية الأبرار: ج 4، ص 562، ح 2.المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 10، بتغيير لم نذكره.إرشاد المفيد: ص 326، س 1، بتفاوت.كشف الغمة: ج 2، ص 361، س 3، بتفاوت.الخرائج والجرائح: ج 2، ص 664، ح 1، 2 و 3.عنه البحار: ج 50، ص 41، ح 6.الثاقب في المناقب: ص 519، ح 451، و 452، بتفاوت.إعلام الوري: ج 2، ص 97، س 19، ص 98، س 11، قطعة منه، بتفاوت.قطعة منه في ف 3، ب 1، (أكله عليه السلام مع الجماعة)، (غلمانه واستخدام من يحب أن يخدمه).

[12] في البحار: كتب جماعة من الأصحاب.

[13] الخرائج والجرائح: ج 2، ص 670، ح 17.عنه البحار: ج 50، ص 46، ح 19.يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي جماعة من الأصحاب).

[14] الثاقب في المناقب: ص 517، ح 446.عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 394، ح 2401.

[15] بصائر الدرجات: ص 161، ح 7.عنه البحار: ج 52، ص 190، ح 19.قطعة منه في (إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية).