بازگشت

اخباره عما في الضمير


(410) 1 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيي، وأحمد بن محمد،عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الطيب، عن عبد الوهاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء، قال: سمعت يحيي بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به، وناظرته، وحاورته، وواصلته، وسألته عن علوم آل محمد عليهم السلام، فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السلام يطوف به، فناظرته في مسائل عندي، فأخرجها [1] إلي.

فقلت [2] له: والله! إني أريد أن أسألك مسألة، وإني والله، لأستحيي من ذلك.

فقال لي: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام؟ [3] فقلت: هو والله، هذا.

فقال: أنا هو [4] .



[ صفحه 266]



فقلت: علامة؟

فكان في يده عصا، فنطقت وقالت: إن مولاي إمام هذا الزمان، وهو الحجة [5] .

(411) 2 الحضيني رحمه الله: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يحيي الفارسي،عن علي بن حديد، عن علي بن مسافر، عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال:أتيت أبا جعفر عليه السلام فوجدت في داره قوما كثيرين، ورأيت ابن مسافر جالسا في معزل منهم، فعدلت إليه، فجلست معه حتي زالت الشمس، فقمت إلي الصلاة، فصليت الزوال، فرض الظهر، والنوافل بعدها، وزدت أربع ركع فرض العصر.

فاحتسيت [6] بحركة ورائي، فالتفت وإذا أبو جعفر عليه السلام فقمت إليه وسلمت



[ صفحه 267]



عليه وقبلت يديه ورجليه فجلس.

وقال عليه السلام: ما الذي أقدمك؟

وكان في نفسي مرض من إمامته، فقال لي: سلم.

فقلت: يا سيدي! قد سلمت.

فقال: ويحك، وتبسم بوجهي [7] فأناب إلي.

فقلت: سلمت إليك يا ابن رسول الله، وقد رضيت بك إماما، فكأن الله جلا عني غمي وزال ما في قلبي من المرض من إمامته حتي اجتهدت ورميت الشك فيه إلي ما وصلت إليه.

ثم عدت من الغد بكرة، وما معي خلق، ولا أري خلقا، وأنا أتوقع السبيل إلي من أجد وينتهي خبري إليه، وطال ذلك علي حتي اشتد الجوع.

فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إلي خوانا فيه طعام ألوانا، وغلام آخر معه طست وإبريق، فوضعه بين يدي، وقال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك وتأكل. فغسلت يدي، وأكلت، فإذا بأبي جعفر عليه السلام قد أقبل،فقمت إليه. فأمرني بالجلوس، فجلست وأكلت، فنظر إلي الغلام، ارفع ما سقط من الخوان علي الأرض.

فقال له: ما كان معك في الخوان [8] فدعه، ولو كان فخذ شاة، وما كان معك في البيت فالقطه وكله، فإن فيه رضي الرب، ومجلبة الرزق، وشفاء من الداء.

ثم قال لي: اسأل؟

فقلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك؟



[ صفحه 268]



فقال لي: إن أبي الرضا عليه السلام أمر أن يتخذ له مسك فيه بان [9] .

كتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيدي! إن الناس يعيبون ذلك عليك.

فكتب عليه السلام: يا فضل! ما علمت أن يوسف الصديق عليه السلام كان يلبس الديباج مزررا بالذهب والجوهر، ويجلس علي كراسي الذهب واللجين، فلم يضره ذلك، ولا نقص من نبوته شيئا.

وأن سليمان بن داود عليه السلام وضع له كرسي من الفضة والذهب مرصع بالجوهر، وعليه علم، وله درج من ذهب إذا صعد علي الدرج اندرج فترا، فإذا نزل انتثرت بين يديه.

والغمام يظلله، والأنس والجن تخدمه، وتقف الرياح لأمره، وتنسم وتجري كما يأمرها، والسباع الوحوش والطير عاكفة من حوله، والملائكة تختلف إليه. فما يضره ذلك، ولا نقص من نبوته شيئا، ولا من منزلته عند الله.

وقد قال الله عز وجل:

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) [10] .

ثم أمر أن يتخذ له غالية [11] فاتخذت بأربعة آلاف دينار وعرضت عليه، فنظر إليها وإلي سدوها وحبها وطيبها، وأمر أن يكتب لها رقعة من العين، فقلت: جعلت فداك! فما لمواليكم في آلاتكم؟



[ صفحه 269]



فقال: إن جدي جعفر الصادق عليه السلام كان له غلام يمسك عليه بغلته إذا دخل المسجد، فبينما هو في بعض الأيام جالس في المسجد إذ أقبلت من خراسان قافلة، فأقبل رجل منهم إلي الغلام وفي يده البغلة، فقال له: من داخل المسجد؟

فقال: مولاي جعفر الصادق بن رسول الله.

فقال له الرجل: هل لك يا غلام! تسأله يجعلني مكانك، وأكون له مملوكا،واجعل لك مالي كله، فإني كثير الخير والضياع، أشهد لك بجميعه، وأكتب لك،وتمضي إلي خراسان فتقبضه، وأنا موضعك أقيم.

فقال له الغلام: أسأل مولاي ذلك، فلما خرج قدم بغلته، فركب وتبعه كما كان يفعل، فلما نزل في داره استأذن الغلام، ودخل عليه فقال له: مولاي يعرف خدمتي وطول صحبتي.

قال: فإن ساق الله لنا خيرا تمنعني منه.

فقال له جدي: أعطيك من عندي وأمنعك من غيري، حاش لله، فحكي له حديث الخراساني.

فقال له عليه السلام: إن زهدت بخدمتنا وأرغبت الرجل فينا قبلنا وأرسلناك.

فولي الغلام فقال له: انضجع بطول الصحبة، ولك الخير، قال: نعم!

فقال له: إذا كان يوم القيامة كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنور الله أخذنا لحجرته [12] ، وكذلك أمير المؤمنين، وكذلك فاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام،وكذلك شيعتنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا، ويسكنون مسكننا.

فقال الغلام: يا مولاي! بل أقيم بخدمتك.

قال: اختر ما ذكرت.



[ صفحه 270]



فخرج الغلام إلي الخراساني، فقال له: يا غلام! قد خرجت إلي بغير الوجه الذي دخلت به، فأعاد الغلام عليه قول الصادق عليه السلام، فقال له: ما تستأذن لي عليه بالدخول.

فاستأذن له ودخل عليه وعرفه رشد ولايته، فقبل ولايته، وشكر له، وأمر للغلام بوقته بألف درهم.

وقال: هذا خير لك من مال الخراساني، فودعه وسأله أن يدعو له، ففعل بلطف ورفق وبشاشة بالخراساني، ثم أمر له برزمة عمائم، فحضرت.

وقال للخراساني خذها، فإن كل ما معك يؤخذ بالطريق وتبقي معك هذه العمائم وتحتاج إليها.

فقبلها وسار، فقطع عليه الطريق، وأخذ كلما كان معه غير العمائم، واحتاج إليها، فباع منها، وتجمل إلي أن وصل إلي خراسان.

قال الكرماني: حسب مواليهم بهذا الشرف فضلا [13] .



[ صفحه 271]



(412) 3 الحضيني رحمه الله: عن أبي الحسن محمد بن يحيي، عن محمد بن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن،قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام في صبيحة عرسه بأم الفضل بنت المأمون، وكنت أول من دخل عليه في ذلك اليوم، فدنوت منه وقعدت، فوجدت عطشا شديدا، فجللته أن اطلب الماء.

فنظر إلي وقال: يا علي! شربت الدواء بالليل وتغديت علي بكرة فأصبت العطش واستحييت تطلب الماء مني.

فقلت: والله! يا سيدي، هذه صفتي ما غادرت منها حرفا.

فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني. فقلت في نفسي: يا ليت لا يسقي الماء،واغتممت. فأقبل الغلام ومعه الماء، فنظر إلي الماء وإلي وتبسم، وأخذ الماء،وشرب منه، وسقاني. فمكث قليلا، وعاودني العطش، فاستحييت أطلب الماء.

فصاح بالخادم وقال: تسقيني ماء، فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأول.



[ صفحه 272]



وأقبل الخادم بالماء فأخذه، وشرب منه وسقاني، فقلت: لا إله إلا الله، أي دليل دل علي إمامته من علمه ما أسره في نفسي.

فقال: يا علي! والله، نحن كما قال تعالي:(أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلي ورسلنا لديهم يكتبون) [14] .

فقمت وقلت لمن كان معي: هذه ثلاث براهين رأيتها من أبي جعفر عليه السلام في مجلسي هذا فقال: من لا علم له بفضله، إني لأحسب هذا الهاشمي كما يقال: إنه يعلم الغيب، فنظرت إليه وحمدت الله علي معرفة سيدي لجهل الرجل به [15] .



[ صفحه 273]



(413) 4 ابن حمزة الطوسي رحمه الله: عن أبي الصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمد بن علي بن موسي [16] عليهم السلام، وعنده جماعة من الشيعة وغيرهم، فقام إليه رجل وقال: يا سيدي! جعلت فداك.

فقال عليه السلام: لا تقصر، واجلس.

ثم قام إليه آخر، فقال: يا مولاي! جعلت فداك.

فقال عليه السلام: إن لم تجد أحدا فارم بها في الماء فإنها تصل إليه.

قال: فجلس الرجل، فلما انصرف من كان في المجلس، قلت له: جعلت فداك! رأيت عجبا!

قال: نعم! تسألني عن الرجلين؟ قلت: نعم، يا سيدي!

قال: أما الأول، فإنه قام يسألني عن الملاح يقصر في السفينة؟ قلت: لا! لأن السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها، والاخر قام يسألني عن الزكاة إن لم يصب [17] أحدا من شيعتنا فإلي من يدفعه؟ فقلت له: إن لم تصب [18] لها أحدا فارم بها في الماء، فإنها تصل إلي أهلها [19] .



[ صفحه 274]



(414) 5 الراوندي رحمه الله: روي عن محمد بن أورمة، عن الحسين المكاري، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام ببغداد وهو علي ما كان من أمره. فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلي موطنه أبدا، وأنا أعرف مطعمه [20] .

قال: فأطرق رأسه، ثم رفعه وقد اصفر لونه، فقال: يا حسين! خبز شعير وملح جريش في حرم جدي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أحب إلي مما تراني فيه [21] [22] .

(415) 6 الراوندي رحمه الله: ما روي بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي [قال]: كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام كتابا، وفي آخره: هل عندك سلاح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب.

فكتب إلي بحوائج له، وفي آخر كتابه: عندي سلاح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا [و] هو مع كل إمام.

وكنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله، فلما صرت إلي المدينة ودخلت عليه، نظر إلي فقال: استغفر الله مما [23] أضمرت، ولا تعد.

قال بكر: فقلت لمحمد: أي شئ هذا؟ قال: لا أخبر به أحدا.



[ صفحه 275]



قال: وخرج بإحدي رجلي العرق المدني [24] ، وقد قال لي: قبل أن يخرج العرق في رجلي وقد ودعته، فكان آخر ما قال: إنه ستصيب وجعا، فاصبر.

فأيما رجل من شيعتنا اشتكي فصبر واحتسب، كتب الله له أجر ألف شهيد.

فلما صرت في (بطن مر) ضرب علي رجلي، وخرج بي العرق، فمازلت شاكيا أشهرا، وحججت في السنة الثانية.

فدخلت عليه، فقلت: جعلني الله فداك. عوذ رجلي، وأخبرته أن هذه التي توجعني.

فقال: لا بأس علي هذه، وأعطني [25] رجلك الأخري الصحيحة.

فبسطتها بين يديه فعوذها، فلما قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة،فرجعت إلي نفسي، فعلمت أنه عوذها من الوجع، فعافاني الله بعده [26] .

(416) 7 أبو عمرو الكشي رحمه الله: محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي القمي، قال: بعث إلي أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل



[ صفحه 276]



في دار بزيع [27] ، فدخلت عليه وسلمت عليه، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه علي زكريا بن آدم، لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء.

ثم رجعت إلي نفسي، فقلت: من أنا أن أتعرض في هذا وفي شبهه! مولاي،هو أعلم بما يصنع.

فقال لي: يا أبا علي! ليس علي مثل أبي يحيي يعجل، وقد كان من خدمته لأبي عليه السلام ومنزلته عنده وعندي من بعده، غير أني احتجت إلي المال الذي عنده.

فقلت: جعلت فداك! هو باعث إليك بالمال، وقال لي: إن وصلت إليه فأعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر.

فقال: احمل كتابي إليه، ومره أن يبعث إلي بالمال.

فحملت كتابه إلي زكريا، فوجه إليه بالمال. قال: فقال لي أبو جعفر عليه السلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري، قلت: صدقت جعلت فداك [28] [29] .



[ صفحه 277]



8 ابن شهرآشوب رحمه الله: بنان بن نافع:... إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السلام فلما بصر بي، قال لي:... وان قولك لأبي الحسن عليه السلام من حجة الدهر والزمان من بعده؟

فالذي حدثك أبو الحسن ما سألت عنه، هو الحجة عليك... [30] .

9 الخزاز القمي رحمه الله:... عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: دخلت علي سيدي محمد بن علي عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم عليه السلام أهو المهدي أو غيره؟

فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم! إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي... [31] .



[ صفحه 278]



(417) 10 أبو جعفر الطبري رحمه الله: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال:حدثني أبو النجم بدر بن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حج إسحاق بن إسماعيل [32] في السنة التي خرجت الجماعة إلي أبي جعفر عليه السلام، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، وكان لي حمل.

فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكرا.

فلما سأله الناس قمت، والرقعة معي لأسأله عن مسائلي، فلما نظر إلي قال لي: يا أبا يعقوب! سمه أحمد [33] . فولد لي ذكر فسميته أحمد، فعاش مدة ومات.

وكان ممن خرج مع الجماعة علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش [34] قال: حملت معي إليه عليه السلام من الآلة التي للصبيان، بعضها من فضة، وقلت: اتحف مولاي أبا جعفر بها.

فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم، قام فمضي إلي صريا [35] واتبعته، فلقيت موفقا، فقلت: استأذن لي علي أبي جعفر.

فدخلت فسلمت، فرد علي السلام، وفي وجهه الكراهة، ولم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه وفرغت ما كان في كمي بين يديه، فنظر إلي نظر مغضب،



[ صفحه 279]



ثم رمي يمينا وشمالا، ثم قال: ما لهذا خلقني الله [36] ، ما أنا واللعب؟

فاستعفيته، فعفا عني، فأخذتها فخرجت [37] .

(418) 11 الحضيني رحمه الله: عن محمد بن أبان مرفوعا إلي أبي جعفر عليه السلام،وكان في عهده رجل يقال له: (شاذويه)، وكان له أهل حامل، وأنها أموية وهي قبيلة وما في القبيلة من سلم أمره إلي أبي جعفر محمد عليه السلام إلا هي وبعلها، وليس تسليم أمرهم إلا ببينة من أبي جعفر عليه السلام.

فقدم إليه شاذويه وهو بين من حضر معه، ومحمد بن سنان في مجلسه، فلما قرب شاذويه من أبي جعفر فرمي عليهم، السلام.

فقال أبو جعفر عليه السلام: يا شاذويه! ببالك حديث، وقد أتيت منا البينة،وما أبديته إلي سواي. فلما سمع ذلك أيقن أنه من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة.

وقال: تريد يا شاذويه! بيان ما أتيت إلينا به من حاجة لك؟

فقال: نعم يا مولانا! ما أتيت إلا بإظهار ما كان في ضميري تبديه لي،



[ صفحه 280]



فما سؤالي لك، وما الحاجة؟

فقال عليه السلام: نعم! إن لك أهلا حاملا، وعن قريب تلد غلاما، وإنها لم تمت في ذلك الغلام، فما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلا لاتخاذ الإمامة، وأهلك من أمية، وإنها جميلة المراجعة لك.

فقال: نعم يا أبا جعفر! وإنها تسلمن أمرها إلينا ببينة منا لها، وإنها من قوم كافرين، فإنها راجعة إلي الإسلام.

وكان الشاذويه رفيقا له لم يؤمن بما يأتي به أبو جعفر عليه السلام، فقال له: بئس ما قلت وما قال أبو جعفر، أفما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلا لاتخاذ الإمامة.

فقال شاذويه: قد علمنا ما علمت، ولم تؤت من الفضل والايثار من أبي جعفر عليه السلام مثلما علمت.

فلما أسرعت إليه بهذه البشري قال محمد بن سنان: ليعلم فضل شعب [38] .

أبي جعفر عليه السلام، وعلمهم في سائر الناس.

قال شاذويه: فدخلت منزلي فإذا أنا بزوجتي علي شرف [39] لم أجزع لذلك، لأن أبا جعفر عليه السلام أخبرني أنها لم تمت في هذه الولادة.

فأفاقت عن قريب، وولدت غلاما ميتا. فرجعت إلي أبي جعفر عليه السلام فلما دنوت من المجلس، فقال: يا شاذويه! وجدت ما أخبرتك عن زوجتك وولدك حقا؟

قلت: نعم يا سيدي! فلم لا تدعو لي حتي يرزقني الله ولدا باقيا؟

قال: لا تسألني. قلت: يا سيدي! سألتك!



[ صفحه 281]



قال: ويحك! الان فقد نفذ فيه الحكم. قلت: أين فضلك؟

قال محمد بن سنان: قلت: يا سيدي! تسأل الله أن يحييه [40] .

فقال: (اللهم إنك عالم بسرائر عبادك، فإن شاذويه قد أحب أن يري فضلك عليه، فأحيي له أنت الغلام).

فانثني أبو جعفر إلي وقال: الحق بابنك فقد أحياه الله لك.

قال: فأسرعت إلي منزلي، فتلقتني البشارة أن ابني قد عاش.

فخبرت أمه وكانت أموية، فقالت: والله! الان لأتبرأن من أمية جميعا.

قلت لها: ومن تيم وعدي؟

فقالت: تبرأت من فلان وفلان، وتواليت بني هاشم، وهذا الإمام محمد بن علي عليهما السلام. وتشيعت، وتشيع كل من في داري، وما كان فيها غيري من يتولاه [41] .


پاورقي

[1] في المناقب: فأجابني.

[2] في المناقب: فقلت في نفسي خفية أريد أن أبديها، موضع (فقلت له).

[3] في المناقب: إني أخبرك بها، تريد أن تسأل من الإمام في هذا الزمان.

[4] في المناقب: فقال: إنني.

[5] الكافي: ج 1، ص 353، ح 9.عنه البحار: ج 50، ص 68، ح 46، و ج 97، ص 126، ح 4، والثاقب في المناقب:ص 508، ح 434، وإثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 3، والأنوار البهية: ص 258، س 17،ووسائل الشيعة: ج 14، ص 574، ح 19848، أشار إلي مضمونة، والوافي: ج 2، ص 178،ح 632.دلائل الإمامة: ص 402، ح 362، بتفاوت.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 68، باختصار، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 292، ح 2331، وفي ص 293، ح 2332، عن الثاقب في المناقب.المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 20.نوادر المعجزات: ص 183، ح 11.قطعة منه في ف 3، ب 1، (سلامه علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وطوافه بقبره) وف 5، ب 7،(فضل زيارة النبي صلي الله عليه وآله وسلم)، وف 8، ب 1، (مناظرته عليه السلام مع يحيي بن أكثم).

[6] في مدينة المعاجز: وأحسست، وفي الخراج والجرائح: وجدت حسا من ورائي.

[7] في مدينة المعاجز: فقال لي: سلم، فقلت: قد سلمت، فقال لي: سلم، فقلت: يا سيدي!

قد سلمت، فقال لي: ويحك! سلم وتبسم في وجهي.

[8] في المصدر: الخوان، والصحيح ما في أثبتناه ويدل عليه سائر المصادر.

[9] في المصدر: فقال لي: أبي الرضا لم يتخذ مسكا فيه بان، وهو غير صحيح، وقد دل عليه ما في الخرائج والجرائح، وحلية الأبرار، ومدينة المعاجز، وغيرها.

[10] الأعراف: 7 / 32.

[11] غالية: هو نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن، وهي معروفة، لسان العرب: ج 15، ص 134، (غلي).

[12] في مدينة المعاجز: بحجزته.

[13] الهداية الكبري: ص 308، س 2. عنه مستدرك الوسائل: ج 1، ص 421، ح 1056، قطعة، ومدينة المعاجز: ج 7،ص 412، ح 2419، بإسناده عن ميسر، عن محمد بن الوليد بن يزيد... بتفاوت،وحلية الأبرار: ج 4، ص 470، ح 3، قطعة منه، وإثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 50، قطعة منه، و ح 51، قطعة منه.من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 225، ح 1054، مرسلا، قطعة منه.عنه وسائل الشيعة: ج 24، ص 376، ح 30820.الخرائج والجرائح: ج 1، ص 388، ح 17، مرسلا، عن محمد بن الوليد الكرماني....عنه البحار: ج 50، ص 87، ح 3، و ج 76، ص 303، ح 15، قطعة منه.الكافي: ج 6، ص 516، ح 4، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي القاسم الكوفي، عمن حدثه، عن محمد بن الوليد الكرماني، قطعة منه.عنه البحار: ج 49، ص 103، ح 25، ووسائل الشيعة: ج 2، ص 146، ح 1761،وحلية الأبرار: ج 4، ص 469، ح 2.مكارم الأخلاق: ص 132، س 21، قطعة منه.عنه البحار: ج 63، ص 430، ضمن ح 14.الفصول المهمة للحر العاملي: ج 2، ص 440، ح 2228، قطعة منه.قطعة منه في ف 3، ب 1، (تغسيل اليد قبل الطعام)، (تقبيل الناس يده عليه السلام)، (غلمانه واستخدامه من يحب أن يخدمه)، (ضحكه عليه السلام وتبسمه)، وف 5، ب 20، (حكم ما يسقط من الخوان في البيت والصحراء)، (كراهة القيام حين أكل الطعام)، (غسل اليدين قبل الطعام)،وب 21، (المسك)، وف 7، ب 1، (آداب المائدة وما يسقط من الخوان)، وف 9، ب 4، (ما رواه عن جده الصادق عليهما السلام)، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السلام).

[14] الزخرف: 43 / 80.

[15] الهداية الكبري: ص 301، س 10.الكافي: ج 1، ص 495، ح 6: الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن حمزة الهاشمي... بتفاوت.

عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 306، ح 2342، وإثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 12،البحار: ج 50، ص 54، ح 28، والوافي: ج 3، ص 827، ح 1439.إرشاد المفيد: ص 325، س 7، بتفاوت.عنه كشف الغمة: ج 2، ص 360، س 10، والبحار: ج 50، ص 54، ح 28.دلائل الإمامة: ص 407، ح 367، مرسلا، عن محمد بن علي بن حمزة الهاشمي، بتفاوت.المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 23، مرسلا عن محمد بن حمزة الهاشمي،بتفاوت واختصار.الخرائج والجرائح: ج 1، ص 379، ح 9، مرسلا وبتفاوت.روضة الواعظين: ص 267، س 11، مرسلا وبتفاوت.قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السلام) وف 3، ب 1، (ضحكه عليه السلام وتبسمه)، (غسل يديه بعد الطعام)، (غلمانه واستخدامه من يحب أن يخدمه)، وف 4، ب 3، (إن الأئمة عليهم السلام المقصودون من قوله تعالي - (أم يحسبون إنا لا نسمع...) -)، وف 5، ب 9، (تهنئة التزويج)، وف 6، ب 1،(الزخرف: 43 / 80).

[16] في مدينة المعاجز: موسي الرضا عليهما السلام.

[17] في مدينة المعاجز: إن لم يجد.

[18] في مدينة المعاجز: إن لم تجد.

[19] الثاقب في المناقب: ص 523، ح 458.عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 397، ح 2405، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: ج 6، ص 535، ح 7446، باختصار، و ج 7، ص 108، ح 7772. قطعة منه في ف 5، ب 3، (صلاة الملاح في السفينة)، وب 5، (حكم الزكاة إذا لم يوجد من يستحقها).

[20] في البحار: وما أعرف مطعمه.

[21] في البحار: فيها.

[22] الخرائج والجرائح: ج 1، ص 383، ح 11.عنه البحار: ج 50، ص 48، ح 25، وإثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 26، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 376، ح 2384. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 7، باختصار، مرسلا عن المكاري.

[23] في البحار: استغفر الله لما.....

[24] وعرق المديني: نوع من المرض يعرفه الأطباء. مجمع البحرين: ج 5، ص 214،(عرق).

[25] في البحار: وأرني.

[26] الخرائج والجرائح: ج 1، ص 387، ح 16.عنه البحار: ج 50، ص 53، ح 27.الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 10، بتفاوت واختصار.

عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 73، أشار إلي مضمونه.

قطعة منه في ف 4، ب 3، (إن عند الأئمة عليهم السلام سلاح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم)، وف 7، ب 1،(موعظته في الصبر)، وب 2، (شفاء العرق المدني)، وف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي محمد بن الفضيل الصيرفي).

[27] في الاختصاص: دار خان بزيع.

[28] الظاهر حمل هذه الرواية علي التقية، لأن صفوان بن يحيي من الممدوحين والموثقين عند الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام، وكان أحد وكلاء الرضا عليه السلام، وأما محمد ابن سنان فقد جاء ذكره في كتب الرجال بين التوثيق والتضعيف.

[29] رجال الكشي: ص 596، ح 1115.عنه البحار: ج 50، ص 67، ح 45. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 438.بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 257، ح 9، مرسلا عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن علي القمي، باختصار وتفاوت. عنه البحار: ج 49، ص 273، ح 21، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 316، ح 3350.الكافي: ج 1، ص 320، ح 3، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبيه، محمد بن عيسي، قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام... قطعة منه، بتفاوت.عنه الوافي: ج 2، ص 375، ح 850، وحلية الأبرار: ج 5، ص 604، ح 3، وإثبات الهداة:ج 3، ص 322، س 11.الاختصاص: ص 87، س 8، باختصار.عنه البحار: ج 49، ص 279، ح 34.قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنه الولد الوحيد لأبيه الرضا عليهما السلام)، وف 3، ب 1، (مطالبة أموال أبيه)، وب 3، (ذم صفوان بن يحيي)، وف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي زكريا بن آدم).

[30] المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 11.تقدم الحديث بتمامه في ب 2، (النص عليه وأن روحه روح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم)، رقم 335.

[31] كفاية الأثر: ص 276، س 4.يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (إن المهدي عليه السلام هو القائم ويصلح الله أمره في ليلة)،رقم 614.

[32] في إثبات الوصية: إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت.

[33] في إثبات الهداة: يا إسحاق! قد استجاب الله لي، فسمه أحمد.

[34] في إثبات الوصية: بالأعمش.

[35] صريا: تقدم شرحها في هامش، ح 407.

[36] في إثبات الوصية: خلقنا الله.

[37] دلائل الإمامة: ص 401، ح 360.عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 340، ح 2369، والبحار: ج 50، ص 58، ح 34.إثبات الوصية: ص 222، س 22، مرسلا، أورد صدر الحديث بتفاوت آخر لم نذكره في المتن.

عيون المعجزات: ص 123، س 14.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 47. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عفوه وترحمه عليه السلام)، وف 5، ب 9، (تسمية الولد قبل الولادة)،وف 7، ب 1، (موعظته عليه السلام في تسمية الولد).

[38] شعب: الشعب: القبيلة العظيمة، لسان العرب: ج 1، ص 500 (شعب).

[39] أي شرف الموت.

[40] في المصدر: يجيئه، والظاهر أنه غير صحيح، يدل عليه كلامه عليه السلام، من بعده.

[41] الهداية الكبري: ص 306، س 3. قطعة منه في (معجزته عليه السلام في إحياء الموتي)، وف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السلام لابن شاذويه)، وف 7، ب 2، (إحياء الموتي بدعائه عليه السلام).