بازگشت

علمه بما في الضمير


(406) 1 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: الحسين بن محمد الأشعري، قال:حدثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبد الله بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وكان أبو جعفر عليه السلام يجئ في كل يوم مع الزوال إلي المسجد، فينزل في الصحن، ويصير إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ويسلم عليه، ويرجع إلي بيت فاطمة عليها السلام، فيخلع نعليه، ويقوم فيصلي.

فوسوس إلي الشيطان، فقال: إذا نزل، فاذهب حتي تأخذ من التراب الذي



[ صفحه 260]



يطأ عليه.

فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا، فلما أن كان وقت الزوال أقبل عليه السلام علي حمار له، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه، وجاء حتي نزل علي الصخرة التي علي باب المسجد ثم دخل، فسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

قال: ثم رجع إلي المكان الذي كان يصلي فيه، ففعل هذا أياما.

فقلت: إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصي الذي يطأ عليه بقدميه.

فلما أن كان من الغد، جاء عند الزوال، فنزل علي الصخرة، ثم دخل فسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، ثم جاء إلي الموضع الذي كان يصلي فيه، فصلي في نعليه ولم يخلعهما، حتي فعل ذلك أياما، فقلت في نفسي: لم يتهيأ لي هاهنا،ولكن أذهب إلي باب الحمام، فإذا دخل إلي الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه. فسألت عن الحمام الذي يدخله؟

فقيل لي: إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة، فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام، وصرت إلي باب الحمام، وجلست إلي الطلحي أحدثه، وأنا أنتظر مجيئه عليه السلام.

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمام، فقم فادخل، فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة. قلت: ولم؟

قال: لأن ابن الرضا عليه السلام يريد دخول الحمام.

قال: قلت: ومن ابن الرضا؟ قال: رجل من آل محمد، له صلاح وورع.

قلت له: ولا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره؟

قال: نخلي له الحمام إذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السلام ومعه غلمان له، وبين يديه غلام معه حصير



[ صفحه 261]



حتي أدخله المسلخ، فبسطه ووافي، فسلم ودخل الحجرة علي حماره، ودخل المسلخ، ونزل علي الحصير.

فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح والورع؟!

فقال: يا هذا! لا والله! ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم.

فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته، ثم قلت: أنتظره حتي يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج.

فلما خرج وتلبس دعا بالحمار، فأدخل المسلخ، وركب من فوق الحصير وخرج عليه السلام.

فقلت في نفسي: قد والله، آذيته ولا أعود و [لا] أروم ما رمت منه أبدا، وصح عزمي علي ذلك.

فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم، أقبل علي حماره حتي نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن، فدخل وسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم،وجاء إلي الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة عليها السلام، وخلع نعليه وقام يصلي [1] .



[ صفحه 262]



(407) 2 الراوندي رحمه الله: روي عن الحسن [2] بن علي الوشاء، قال: كنت بالمدينة ب‍ (صريا) [3] في المشربة [4] مع أبي جعفر عليه السلام.

فقام وقال: لا تبرح.

فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا عليه السلام قميصا من ثيابه، فلم أفعل، فإذا عاد إلي أبو جعفر عليه السلام أسأله.

فأرسل إلي من قبل أن أسأله، ومن قبل أن يعود إلي وأنا في المشربة،بقميص.

وقال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلي فيها [5] [6] .



[ صفحه 263]



(408) 3 الراوندي رحمه الله: روي أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن سهل بن اليسع، قال:

كنت مجاورا بمكة، فصرت إلي المدينة، فدخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام وأردت أن أسأله كسوة يكسونيها، فلم يقض [7] لي ان أسأله حتي ودعته وأردت الخروج.

فقلت: أكتب إليه وأسأله.

قال: فكتبت إليه الكتاب، فصرت إلي مسجد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم علي أن أصلي ركعتين، وأستخير الله مائة مرة، فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثت به، وإلا خرقته، ففعلت، فوقع في قلبي أن لا أفعل فخرقت الكتاب.

وخرجت من المدينة، فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولا ومعه ثياب في منديل يتخلل القطار [8] ، ويسأل عن محمد بن سهل القمي، حتي انتهي إلي.

فقال: مولاك! بعث إليك بهذا، وإذا ملاءتان [9] .

قال أحمد بن محمد: فقضي الله أني غسلته حين مات، فكفنته فيهما [10] .



[ صفحه 264]



(409) 4 ابن حمزة الطوسي رحمه الله: عن علي بن مهزيار، قال: حدثني محمد ابن الفرج أنه قال: ليتني إذا دخلت علي أبي جعفر عليه السلام كساني ثوبين قطوانين مما لبسه، أحرم فيهما.قال: فدخلت عليه بشرف [11] وعليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه وحوله من هذا العاتق إلي الاخر، ثم إنه أخذ من ظهره وبدنه إلي آخر يلبسه [12] خلفه.

فقال عليه السلام: أحرم فيهما، بارك الله لك [13] .



[ صفحه 265]




پاورقي

[1] الكافي: ج 1، ص 493، ح 2.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 331، ح 6، وحلية الأبرار: ج 4، ص 589، س 3، والوافي:ج 3، ص 826، ح 1435، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 299، ح 2336، والبحار: ج 50، ص 60، ح 36، ووسائل الشيعة: ج 2، ص 57، ح 1470، قطعة منه، و ج 4، ص 426، ح 5609، قطعة منه.

المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 395، س 21، بتفاوت.

عنه البحار: ج 50، ص 59، ح 35.

قطعة منه في ف 1، ب 2، (كنية عليه السلام)، وف 3، ب 1، (سلامه عليه السلام علي رسول الله وطوافه بقبره صلي الله عليه وآله وسلم)، (صلاته عليه السلام في بيت فاطمة عليها السلام)، (ذهابه عليه السلام إلي الحمام)، (غلمانه واستخدامه عليه السلام من يحب أن يخدمه)، (فراشه)، (صلاته في نعليه)، (مركبه)، وف 4، ب 3، (الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام)، وف 5، ب 3، (حكم الصلاة في النعلين)، (الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم).

[2] في الصراط المستقيم: الحسين الوشاء.

[3] صريا: وهي قرية أسسها موسي بن جعفر عليهما السلام علي ثلاثة أميال من المدينة، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 20.

[4] المشربة: أرض لينة لا يزال فيها نبت أخضر ريان، والمشربة، والمشربة بالفتح والضم: الغرفة، وفي الحديث: أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان في مشربة له، أي كان في غرفة. لسان العرب:ج 1، ص 491 (شرب).

[5] في الصراط المستقيم: هذا من الثياب التي كان يصلي فيها الرضا عليه السلام.

[6] الخرائج والجرائح: ج 1، ص 383، ح 13.عنه البحار: ج 50، ص 52، ح 25.الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 9، بتفاوت.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 72.قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السلام اللباس).

[7] في البحار: فلم يتفق، وكذا في مدينة المعاجز، وإثبات الهداة.

[8] القطار: أن تشد الإبل علي نسق واحد خلف واحد، وقطر الإبل... قرب بعضها إلي بعض علي نسق، لسان العرب: ج 5، ص 107 (قطر).

[9] الملاءة: بالضم والمد، الريطة، وهي الملحفة، لسان العرب: ج 1، ص 160 (ملأ).

[10] الخرائج والجرائح: ج 2، ص 668، ح 10. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 12، ومدينة المعاجز: ج 7، ص 379، ح 80، وإثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 31، باختصار وتفاوت.قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السلام اللباس).

[11] في مدينة المعاجز: بسرف، والظاهر أنه: (سرف بفتح أوله وكسر ثانيه، وهو موضع علي ستة أميال من مكة، وقيل: سبعة، وتسعة، واثني عشر، تزوج به رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ميمونة بنت الحارث، وهناك بني بها، وهناك توفيت). معجم البلدان: ج 3، ص 212.

[12] مدينة المعاجز: مما يلبسه.

[13] الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441.عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 393، ح 2399. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السلام اللباس)، وب 3، (مدح محمد بن الفرج).